-A +A
عدنان الشبراوي (جدة)
Adnanshabrawi@

علمت «عكاظ» أن هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة أوقفت مقيمة مغربية وثلاثة آخرين بتهمة النصب وانتحال شخصية اعتبارية واستخدام شبكة تخصصت في الإيقاع وخداع عائلات طلاب وطالبات، بزعم توفير منح دراسية جامعية لأبنائهم داخل وخارج السعودية، وحصلت مقابل ذلك على مبالغ تقارب نحو 60 مليون ريال.


واستكملت دائرة المال التحقيقات مع المتهمة وثلاثة آخرين وجار استكمال الإجراءات القانونية لملاحقة زوجها الذي غادر السعودية بعد ثبوت تورطه في جريمة النصب، وفي وقت لاحق استدعت الدائرة المتضررين الذين تعرفوا على المتهمة واستمعت إلى أقوالهم.

مستشارة في الشورى!

طبقا لمصادر «عكاظ» فإن إمارة منطقة مكة تسلمت شكوى الضحايا وأحالتها إلى الجهات المختصة، فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمة وشركائها الثلاثة وأودعتهم السجن، وتستكمل هيئة الادعاء العام تحقيقاتها في القضية. وتواجه السيدة عدة اتهامات منها انتحال شخصية اعتبارية، تشغيلها عمالة نسائية بلا ترخيص متخذة من منزلها في فيلا فخمة وسط حي راق مقرا لنشاطها الإجرامي.

وتشير الحيثيات إلى أن عددا من الضحايا (رجال ونساء) تقدموا بدعوى إلى الجهة المختصة عن تعرض نحو 200 طالب وطالبة أكثرهم من غير السعوديين إلى عمليات نصب واحتيال من مقيمة عربية، زعمت أنها مواطنة وابنة ‏مسؤول بارز، ودرجت مع ثلاثة آخرين وزوجها على إيهام طلاب وطالبات بتقديم منح دراسية لهم في كليات الطب والهندسة داخل وخارج السعودية مقابل مبالغ مالية. وزعمت المتهمة أنها مستشارة في مجلس الشورى وفي وزارة التعليم، ومسؤولة عن صندوق منح البعثات وتأمين الدراسة ‏الجامعية للطلاب والطالبات، كما أوهمت ضحاياها بقدرتها على توفير سكن للطلاب والطالبات خلال فترة الدراسة بالخارج.

الإصرار يعني.. الطرد

كشفت لائحة الدعوى أن المتهمة استقبلت راغبي الدراسة الجامعية خصوصا من غير السعوديين وطلبت منهم صور شهادات الثانوية العامة ‏والهويات وجوازات السفر وصورة شخصية، إضافة إلى مبلغ 10 آلاف ريال رسوم تسجيل، وتحصل على نسبة من المبلغ الإجمالي.

وجاء في الشكوى أن المحتالة درجت على استقبال العائلات في منزلها والتعريف بشخصيتها وإيهام الضحايا عن مناصبها المزعومة، ثم تبدأ في سرد تفاصيل العرض منها تحمل العائلات ما بين 30%‏ - %35 من إجمالي تكاليف الدراسة شاملة السكن لحين التخرج من الجامعات الأجنبية، وتشمل الصفقة منحها جزءا من المال نقدا دون سندات أو إيصالات رسمية، معترضة على أي طلب من الضحايا بتزويدهم بإيصالات وسندات وتطردهم من منزلها إذا أصروا على استلام السندات. ‏وورد في الشكوى أن المتهمة أوكلت لزوجها وثلاثة آخرين مهمة معاونتها في جمع المعلومات وتقديم الاستمارات والمطالبة بسداد قيمة المنح المزعومة البالغة بين 70 إلى 100 ألف ريال عن كل طالب خلال مدة دراسته الجامعية. وطالب الضحايا في دعواهم استرداد المبالغ التي دفعوها ومعاقبة المتهمة شرعا.

الضحايا لـ«عكاظ»: المستشارة المزيفة نسجت حولنا حبال الخداع!





روى ضحايا السيدة المغربية بمرارة لـ «عكاظ» تفاصيل ما تعرضوا له من فصول الخداع، مطالبين في ذات الوقت بإلزام المتهمة برد ما دفعوه مقابل المنح الدراسية الوهمية وطلبوا في أحاديث (تبثها «عكاظ» بالصوت والصورة على موقعها الإلكتروني) من الجهات المختصة إيقاع أشد العقوبات على المحتالة في الحقين العام والخاص.

عادل السعدي أحد الضحايا أوضح أنه دفع مبلغ 250 ألف ريال للمحتالة لتعليم ثلاثة من أبنائه بعدما وقع ضحية لادعاءاتها الوهمية. متهما الوافدة بجمع أموال من مئات العائلات المقيمة بالسعودية مستغلة حاجة العائلات الماسة لتأمين التعليم الجامعي لأبنائها في الداخل والخارج.

وكشف السعدي أن المحتالة أوهمتهم عن عملها كمستشارة بالوزارة ‏وسفرها أسبوعيا إلى العاصمة الرياض لاستكمال إجراءات المنح وتأشيرات السفر للطلاب والطالبات عبر مكتب بجدة يتعاون معها في هذا الشأن. واتضح أخيرا أنه وقع ضحية عملية خداع كبيرة ولم تجد من المتهمة غير المماطلات والتسويف والغش والتضليل، أما حسن يحيى فيقول لـ «عكاظ» إن ما حدث لنا للأسف الشديد نتيجة غفلة، ونتيجة حاجتنا لتعليم أبنائنا، لقد تعرضنا إلى شراك من حبال النصب والتدليس وابتزاز من المتهمة، وتتفق معه الدكتورة أماني يعقوب، وتضيف أنها وقعت ضحية للمحتالة التي تسلمت منها مبلغ 136 ألف ريال مقابل توفير مقعد دراسي جامعي لابنها. وأضافت أنها تقدمت بدعواها ضد المحتالة وفريق عملها وتنتظر استكمال التحقيقات وإحالة المتهمة للمحكمة لتسترد المبالغ التي دفعتها.