-A +A
محمد أحمد الحساني
تتكاثر في المدن والمحافظات أعداد غفيرة من الوافدين القادمين من نحو 30 دولة، وقد ترسب معظمهم بعد انتهاء موسمي الحج والعمرة وتناسلوا، فأصبح منهم جيل ثان وثالث وربما رابع تمت تسوية أوضاعهم، وأصبح لهم كفلاء، وبعضهم الآخر ما زال مجهول الهوية، لم تستطع جميع حملات التسوية وضع حل لهم سواء بالترحيل أم بإعطائهم وجوداً قانونياً يتناسب مع أعدادهم وأوضاعهم ومن يعمل منهم في غسل السيارات أو حمل الأثاث يعد من خيارهم على الرغم من أنهم مخالفون لأنظمة العمل وغسلهم للسيارات يدمر طبقات الأسفلت ويترك تجمعات مائية تصبح بيئة لتوالد الحشرات الضارة، ومنهم من يقوم بأعمال خطيرة من النشل إلى السرقة إلى السطو المسلح على البيوت الآمنة والعابرين إلى المشاركة في عصابات الجريمة المنظمة إلى إنشاء أوكار الرذيلة إلى صناعة وبيع المسكرات أو ترويج المخدرات !

ولأن في وجود معظم هؤلاء خطراً على المجتمع، ولأنه لا يوجد حل في الأفق يمكنه معالجة مخاطرهم وأوضاعهم، وبحكم الأمر الواقع المستمر منذ عدة عقود، فإن من الواجب التفكير في وضع حلول تؤدي ولو بالتدريج إلى حل ناجع لمشكلتهم وأجيالهم المتوالدة المتعاقبة، فإن كان منهم من يقوم بأعمال مجرمة تمثل خطراً حقيقياً على الدولة والمجتمع، فلا بد من ترحيل المجرمين منهم ترحيلاً لا رجعة فيه وعدم قبول أي اعتذار من دولهم بعدم حملها مسؤولية استقبالهم، ويمكن ببعض الضغوط الدبلوماسية والسياسية والتجارية إقناع تلك الدول بعودة أبنائها، لأن جحا أولى بلحم ثوره حتى لو كان لحمه مراً أو لا يهضم !


أما المسالمون منهم وهم الأكثر عدداً لا سيما الجيل الثاني والثالث ممن ولدوا على أرض المملكة وتلقوا تعليمهم الأولي في مدارسها، فإن الوطن بحاجة إلى العمالة التي تستطيع القيام بأعمال بسيطة لا يقبل عليها المواطن مثل العمالة المنزلية من خادمة وسائق، ومثل العمل في مؤسسات المقاولات والشركات المعمارية أو في مجال النظافة أو الإشراف على فرق النظافة والتشجير أو في أعمال الترصيف والسفلتة، وأن يكون لدينا نظام عمل مرن يعطيهم حق الإقامة والعمل دون الحاجة إلى ربطهم بكفلاء، لأن وجودهم غير مؤقت فهم باقون، باقون واحتواؤهم أفضل من تركهم يجوعون ويسرقون ويجرمون ويشحذون ويفسدون في الأرض ولا يصلحون، وإذا كان لدى أحدٌ حل آخر أفضل مما ذكر فليقدمه، أما بقاء الأمر دون علاج فإن مخاطره كبيرة وسوف تصبح أكبر مع مرور الأيام والأعوام، ويصبح العلاج أصعب وأعسر!

mohammed.ahmad568@gmail.com