-A +A
حمود أبو طالب
من الأفضل للمواطن السعودي في هذه الفترة أن يركز تفكيره في أفضل الأساليب الممكنة للتكيف مع المستجدات التي طرأت على حياته فجأة، والاستعداد للتكيف مع ما هو قادم مما لاحت مؤشراته وملامحه أو ما هو في علم الغيب حاليا لكنه سيحدث في يوم ليس ببعيد، عليه أن يفعل ذلك بدلا من التذمر والشكوى؛ لأنها لن تفيده بشيء، ولن تؤثر في الواقع الجديد، ليتحول من ذلك المواطن الذي كان بمستوى حياة جيدة، ويشتري احتياجاته بأسعار معقولة، ويتطلع دائما إلى تحقيق معادلة يتفوق فيها دخله على مصروفاته، إلى مواطن عليه حساب القرش بدقة وحرص وعناية.

انتهى ذلك الزمن أيها المواطن العزيز والآن أنت دافع ضرائب، هذا المصطلح الذي كنت تسمع به خارج وطنك أصبح مصطلحا متداولا وهاما في وطنك، ولا بد من تثقيف نفسك بمفهومه وتبعاته وكيف تتعامل معه لتضمن الحد الممكن من التوازن في ميزانيتك. صحيح أنه لا بد من التعاطف معك وأنت تتلقى المفاجآت لكن هذا هو الحال ولا مناص من التعايش معه.. نعلم أن الكثير لا يزال يتداوى من ألم الاستقطاع من راتبه. لكن على الجميع عدم إهدار الوقت في التفكير في ذلك لأن ما راح لن يعود، والمنطق يقتضي التفكير في كيفية التعايش مع الواقع الراهن وما سوف يأتي.


لقد دخلت يا عزيزي عمليا مرحلة الضريبة الانتقائية، حيث إن علبة المشروب الغازي والسيجارة أو المعسل أو بقية أنواع الكيف لا يجب أن يكون الاستغناء عنها قضية مهمة أو صعبة في مقابل ما سوف تفكر بالاستغناء عنه أو الاقتصاد فيه مستقبلا عندما تبدأ مرحلة ضريبة القيمة المضافة، التي يقال إنها ستكون على الكماليات فقط ولن تشمل السلع الأساسية، ويقال إنها لن تؤثر على ذوي الدخل المحدود. ولأنك لا تعرف ما هو تعريف الكماليات بالضبط وكيف سيتم تحديدها فعليك الاستعداد احتياطا لدفع الضريبة على ما تشتريه حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في موضوع تحديد المقصود بالسلع الأساسية والكمالية.

شد حيلك يا مواطن، وبلاش دلع كما قال الحكماء الذين ينامون ملء جفونهم عن شوارد الضرائب وأنت تسهر جرّاها وتختصم.