خالد الشاطري
خالد الشاطري
فهد الأسمر
فهد الأسمر
-A +A
هيبت برادة (المدينة المنورة)
HaybatBarradh@

في الوقت الذي تستعد فيه المدينة المنورة لإقامة المهرجان المسرحي في شهر ذي القعدة من العام الحالي، تسعى إدارة المهرجان لمواكبة مناسبة المدينة المنورة عاصمة السياحة الإسلامية لعام 2017، يستهجن عدد من المخرجين والمؤلفين المسرحيين في المدينة المنورة غياب أو تغييب المسرح فيها، ويجدون أن المسرح يعاني من الأزمات ومن تهميش دوره وتغييب الدور الإعلامي عنه، وينفون كون المسرح للتهريج والترفيه.


إذ نفى الممثل محمد راضي وجود مسرح في الآونة الأخيرة بالمدينة وتساءل: ما دور جمعية الثقافة والفنون؟، وتابع قائلا: «لم نرَ أو نسمع عن أعمال فنية أو دورات أو مشاركات من المدينة المنورة رغم أن الفن والثقافة خرجا من الحجاز!».

واختصر كلامه بكلمة أخيرة طالب فيها باحتواء الممثلين الأوائل لأن لديهم الشيء الكثير ليقدموه لكل عشاق المسرح والفن المسرحي لطيبة الطيبة، واصفا الفن الحقيقي بالرسالة السامية التي نقدم من خلالها مجتمعنا ومشكلاته والحلول.

أما المؤلف والمخرج المسرحي فهد الأسمر قال: «يظل السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما حال مسرح المدينة؟»، مضيفاً: «المسرح في المدينة ما بين مسرح جمعية الثقافة والفنون التي ظلت لعقود هي الداعم الوحيد للمسرح وما تقدمه من مسرح ثقافي راقٍ وما تقدمه من أعمال مسرحية للطفل أو للكبار الذي استمر عطاؤه حتى الآن وإن كان قد خف بريقة تحت ظلال التقشف الذي تمر به جمعيات الثقافة والفنون، كما يعصف به التهميش الإعلامي الذي لم يقم بالدور المطلوب بإبراز ما وصل إليه المسرح في المدينة من تقدم وبروز ليس فقط على الصعيد المحلي بل تجاوزه على الصعيد الدولي فصنع له بصمة ومكانة ولله الحمد فما يعيشه المسرح السعودي بشكل عام والمديني بشكل خاص من تجاهل المسؤول وعدم اهتمام من المجتمع جعله مهملاً منزويا على نفسه، ولولا تمسك المسرحيين الحقيقيين بالمسرح وتضحياتهم في سبيل ما يقدمونه لربما اختفى ولم يبقَ منه إلا مسخ التهريج الذي يبحث عنه البعض، فنحن في لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون لدينا قناعة ومبدأ بأن رسالة المسرح إكبر من إضحاك الجمهور، فالمسرح رسالته تثقيفيه قبل أن تكون ترفيهية، وهذا ما لاحظناه في الآونه الأخيرة من اهتمام المسؤول في وزارة الثقافة بأن يكون افتتاح مسرح التلفزيون بتقديم عمل كمسرحية تشابك لفرقة الوطن المسرحية وهذه رسالة مفادها أن المسرح رسالة تثقيفية مهمة لبناء هوية المجتمع، ويساهم في إيصال وإيضاح الرؤية المراد الوصول إليها».

وأوضح الأسمر مستدركا: «ها قد عاد المسرح يتنفس من جديد في المدينة المنورة، فما بين ما تقدمه جمعية الثقافة والفنون وبعد ولادة نادي المسرح بجامعة طيبة الذي سيثري الساحة المسرحية بالمدينة المنورة بالأعمال والمواهب الشابة التي ستحمل هم المسرح معها في الحياة لتكمل مسيرة جيل سابق سلمها بكل أمانة وإخلاص».

وقال: «عندما يكون الحديث عن المسرح في المدينة لا بد أن نستبشر خيرا، وذلك بقرب انطلاق حدث مسرحي فريد من نوعه على مستوى المملكة العربية السعودية التي ستحتضن مهرجانا مسرحيا دوليا ضمن أنشطة وبرامج المدينة عاصمة السياحة الإسلامية ٢٠١٧، وما سيحمله من مفاجآت للمسرحيين في المدينة أو في المملكة، وهو دعوة لتكاتف كل مسرحي بالمدينة ليكون له حضور وتواجد وإبراز ما وصل إليه المسرح في بلادنا وما تحقق خلال السنوات السابقة من عمل وجهود بذلت في سبيل ذلك». وتساءل الأسمر في ختام حديثه لـ «عكاظ»: بعد مرور 10 سنوات على آخر دورة لمهرجان المسرح السعودي متى ستعقد الدورة الخامسة لهذا المهرجان الذي غاب أو غيب؟.

وعلى النسق ذاته أكد المخرج والمؤلف المسرحي خالد الشاطري لـ«عكاظ»: «أن المسرح السعودي مازال يعاني من العديد من الأزمات وهي ليست شيئا جديدا عليه والمتضمنة تهميش وتغييب دوره الفعال في تقديم الثقافة المسرحية». وقال: «من حق المسرحيين السعوديين تحديدا بمنطقة المدينة المنورة أن ينتجوا عروضا مسرحية تتوافق مع اختيار المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية».

وتعجب مستنكرا: «أين نحن من نشر الثقافة الإسلامية عبر خشبة المسرح الذي أصبح من الأشياء غير المرغوب فيه؟ وسأل عن الأسباب لكل هذا وإن كانت هنالك أسباب مقنعة لا بد أن نطلع عليها لوضع إستراتيجية طويلة المدى تعمل من خلالها على تطوير المسرح لدينا».

من جانبه، أكد مدير مشروع مناسبة المدينة عاصمة السياحة الإسلامية 2017 وافي القحطاني أن المهرجان المسرحي سيقام في شهر ذي القعدة، وستكون فيه 100 فعالية موجهة للأطفال والكبار من الجنسين، وستشارك فيه فرق مسرحية من الدول الإسلامية والخليج العربي في «مسرح حديقة الملك فهد»، وستكون مدة المهرجان سبعة أيام في كل يوم سيتم تقديم عرض مسرحي إضافة إلى الندوات وورش العمل التي ستقام على هامش المهرجان».