-A +A
عبير الفوزان
ماذا لو استيقظت صباحا أيها السعودي ووجدت أنه محظور عليك أن تتملك بيتا في جميع مدن المملكة.. هل كنت ستتحدث عن أزمة السكن؟! أو لو وجدت أنه محظور عليك أن تتوظف في القطاع العسكري والقطاع الخاص وتم تحديد قطاع بعينه.. هل كنت ستتحدث عن البطالة؟!

عندما تتحدث شريحة كبرى ومتعلمة من النساء عن حقوقهن الممنوعة منها- أصلا - كقيادة السيارة، أو حرية التنقل والسفر يقفز من يقفز ليحدثك عن أزمة السكن، على الرغم أني لم أر حتى هذه اللحظة عائلة سعودية، وأشدد على (سعودية)، تسكن في الشارع، ولكن لهم طموحات وأحلام أكبر من دخلهم المادي وحتى حاجتهم، وهذا لا يعيب، ولست في هذا المقام بمصادرة لأحلامهم الجميلة.. ولكن أن تصادر (حقوق) نصف المجتمع مقابل أن يرضى عنك أصحاب الأحلام.. هنا الكارثة. كارثة تتعلق بالوعي والإدراك بين ما يسمى حقوقا وما يسمى أحلاما يتطلب تحقيقها زمنا.


أنت مسموح لك أن تتملك قصرا.. أو شقة، أو حتى استوديو صغيرا... أنت حر في أن تسكن أي بقعة تريدها وأن تبني بيتك بالنمط الذي تريده، ولكن كل بحسب قدرته المادية.. أنت حر أن تقدم على أي وظيفة شئت فالوظائف متاحة.. ونصف المعضلة تتعلق بك أنت فربما الوظائف لم تعد تناسب مؤهلاتك، أو ظروفك الأسرية.. إذا جزء من المشكلة مشكلتك. والبطالة التي تعيش فيها بسببك. لا أحد منعك من أن تتعلم كما يجب، أو تبني بيتا، أو تنخرط في وظيفة.. أنت حر وكل ما عليك أن تكونه فردا ناجحا لنفسك أولا لا عبئا يريد وظيفة حكومية ينام فيها، أو سكنا مترفا يتباهى به دون أن يكد ويتعب!

عندما يتحدث المتحدثون عن الاستثمار والتنمية التي ستخلق فرصا وظيفية جديدة يقفز القافزون الأرنبيون قائلين: وأزمة السكن؟! وعندما يتحدث الحقوقيون عن حقوق نصف المجتمع يقفز القافزون قائلين: وماذا عن الأولويات.. السكن والبطالة؟!.. هذه الأولويات لم تمنع أصلا. هناك عدم فهم، أو لنقل لبس بين ما هو ممنوع عليك أصلا حتى لو كنت تستطيع ممارسته وامتلاكه، وما هو مشروع ولكن يحتاج منك أن تعمل وتتعلم.. إنه – باختصار- عدم الفهم بين المشكلة التي يتطلب حلها خططا على عدة مستويات، والحقوق التي تحتاج إلى قرار سيادي لمنحها.

abeeralfowzan@hotmail.com