-A +A
هيلة المشوح
hailahabdulah20@

لست بصدد برنامج الإعلامي المتألق علي العلياني رغم أهميته وتأثيره، بل سأكتب رأيي المتواضع عن الحقبة التاريخية التي يعيشها المواطن السعودي حتى وصل إلى منصب «معالي مواطن» بحق.


مررنا بمتغيرات وتحولات كبيرة قياساً بما سبق من جمود خلال زوبعة الصحوة التي خيمت علينا على مدى ثلاثة عقود وتحت حماية سدنتها الذين قولبوا عقول المجتمع فأصبح يأتمر بأمرهم كالمنوّم مغناطيسياً حتى وفق الله قادة هذا الوطن بتلك التغييرات فبدأت الحياة تدب من جديد على هذه الأرض وبدأ المواطن يتماهى معها بل ويقبل عليها ويتعودها ويطرب لها وينفك من ذلك الجمود.

جاءت الأوامر الملكية قبل عدة أيام برسالة واحدة وهي «الأولوية للمواطن» في حسابات «سلمان الحزم» ليس فقط في ترفيهه وتغيير نمط حياته بل في حقوقه ورفع شأنه، فعندما يصدر أمر ملكي بإعفاء وزير وتشكيل لجنة لمحاسبته على تجاوزاته بحق المواطن فهذا يشي بنقلة كبرى وغير مسبوقة في تاريخ هذا الوطن ورسالة عظيمة بأن المنصب أصبح تكليفاً لخدمة الوطن والمواطن وليس تشريفاً و«بريستيج» واخدمني واخدمك وجاء معاليه وراح معاليه، لا بل عبء وكرسي لا يدوم ومسؤولية تقتضي العمل بضمير وشرف، فالخطأ بحق مواطن هو خطأ بحق وطن بأكمله والتقاعس عن خدمة مواطن بمثابة وصمة ستلاحقك ما حييت.

كان وقع الأوامر الملكية كبيراً ومؤثراً على المواطن الذي تأكد مما لا يدع مجالاً للشك بأن حقوقه في أيدٍ أمينة وأنه حتى لو لم يساهم في تعيين وزير فإنه هو الوحيد الذي يستطيع إعفاءه، فهكذا تتقدم الأمم وهكذا تُصنع الحضارات وهكذا يجب أن نكون، فبناء المحبة بين الوطن والمواطن لا يأتي إلا من باب الإنصاف وإحقاق الحق.

كذلك هو الحال مع بقية الأوامر والتي من أهمها التعيينات الجديدة بدماء شابة ومتجددة، وإعادة البدلات ومكافآت مالية لجنودنا البواسل في الصفوف الأمامية والكثير مما قدم، ومما سيقدم بعون الله في مقبل الأيام..

دمت شامخاً يا وطن.. ودام عزك ودام من «أعزك».