-A +A
عبدالرحمن بن محمد المطوع
كثيرون من يشغلون عضويات مجالس إدارة وجمعيات عمومية في الجمعيات الخيرية والخدمات الاجتماعية، ولكن الباذلين بوقتهم ومالهم قلة خصوصا في هذا التوقيت العصيب اقتصاديا.

ما لاحظته عند قراءة أسماء مؤسسي الجمعيات الخيرية أنها أسماء رنانة في عالم المال والاقتصاد، وليس بمستغرب عليهم التفاعل مع المجتمع وقضاياه على عدة أصعدة.


والملفت هو الوقت أين يجدون الوقت لتلك الاجتماعات واللجان؟ في حين أن دواعي السفر والعمل تجعل مشاريعهم التجارية تدار من قبل تنفيذيين.

ما أخشاه أن تكون تلك المناصب من باب لجم الأفواه. فحين يكون السؤال الفاخر أثناء لقاء تلفزيوني أو صحفي عن ماذا قدمت للمجتمع؟

يكون الجواب جاهزا من خلال تلك العضويات غير الفاعلة.

من المهم أن نجعل تلك المنابر النورانية في العمل الخيري والمجتمعي مخصصة لأناس فاعلين ومتفاعلين بالمال والجاه والوقت، أو يدعمون تلك الجمعيات بزكواتهم الشرعية وتبرعاتهم الكريمة، ويترك العمل الإداري التنفيذي والأعلى منه في أشخاص أكثر عطاء وتفاعلا.

فكم من متطوع يقدم الكثير لتلك الجمعيات، يستطيع أن يخدم لو أتيحت له الفرصة بشكل أفضل من رجل الأعمال.

كيف؟ لو المتبرع قدم مليون ريال مثلا. والمتطوع الفاعل جلب بوقته وعلاقاته 10 ملايين ريال. أيهمها أنفع؟

أخي رجل الأعمال غير المتفاعل مع جمعياتك، دع المكان لمن يستطيع تقديم أكثر، وابذل ما لديك في الجمعية أو غيرها، والاعتراف بضيق الوقت موقف تشكر عليه.