-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية كما كانت كل استطلاعات الرأي تتوقع، وبخاصة مع ما يمكن أن تحققه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بخاصة بعدما صوت الإرهاب لصالحها في اعتداءات «الشانزليزيه»، إلا أن السؤال المطروح الآن ماذا عن الجولة الثانية بين مرشحة التطرّف لوبان والمرشح الذي يحاكي المستقبل الفرنسي إيمانويل ماكرون ويرأس حركة «إلى الأمام»؟.


استطلاعات الرأي تشير إلى أن حظوظ إيمانويل ماكرون بمواجهة لوبان تصل الى 62%، أي أنها معركة سهلة بخاصة أن أنصار معظم المرشحين الخاسرين سيتم تجييرهم لصالح ماكرون في الجولة الثانية، فالمعركة ليست معركة ماكرون كشخص بمواجهة لوبان، بل هي معركة بين القيم التي تحملها فرنسا والتطرّف الذي تمثله لوبان. إنها معركة قيم الثورة الفرنسية، قيم الانفتاح والتسامح والعدالة بمواجهة التطرّف والانعزال عن العالم. فرنسا تخوض معركتها في الجولة الثانية بمواجهة الإرهاب، هي معركة تعني كل أوروبا كما تعني كل العالم في الجولة الثانية الذي سيحبس العالم أنفاسه وهو يراهن على شاب لم يتجاوز الـ40 كي ينقذ أوروبا من التطرّف، ففوز مارين لوبان إن حصل سيكون كحجارة الدومينو التي ستسقط الرسالة الإنسانية التي تمثلها «القارة العجوز».