-A +A
مي خالد
Mayk_O_O@

أُستعمل مصطلح: «حركة التحرر الوطني» مطلع القرن العشرين، حين انقسم العالم لمعسكرين كبيرين: معسكر رأسمالي، ومعسكر اشتراكي.


وفي كل عام تحتفل العواصم العربية من حولنا بأعياد الاستقلال الوطنية، كل دولة حسب تاريخ اليوم الذي طردت فيه الاستعمار، ومع ذلك لا يمكننا وصف حركات طرد المستعمر من حدود العالم العربي بحركات التحرر الوطني على الرغم من التضحيات التي قدمتها الشعوب العربية وتعداد الشهداء في كل دولة وقصص المعارك والحروب وبطولات الزعماء والمناضلين. لأننا مازلنا نعاني من الهيمنة الغربية والتبعية المطلقة للإمبريالية. ولأن الحركات التي سمّت نفسها حركات تحرر وطني أو ثورات إما انهزمت وانسحبت من المجتمع وتقوقعت حول ذاتها أوانتقلت لزمام السلطة وحكمت الناس بالنار والبارود وأصبحت قوة لاضطهاد الشعوب، وفي حالة ثالثة تخلت هذه الحركات التحررية عن أيدولوجيتها التحررية الثورية واعتنقت أيدولوجية غيبية تحلم بالمخلّص وتبشر بظهور المهدي المنتظر وتطبق شروط نبوءات الملاحم وآخر الزمان فخلقت بيئة خصبة لجماعات مسلحة عنيفة مثل الحشد الشعبي وداعش والقاعدة وحركة جهيمان وكثير من النشاط الطائفي والإسلاموي الحركي. التي نعلم أنها لا تنجز أهدافها المعلنة من كسر التبعية العربية للغرب ولكنها مشغولة بأهداف أخرى غير معلنة.

وهي بسبب الادعاء بأنها حركات تحرر تتخذ من الديني آلية تنفيذ لمشروعاتها تجمع أتباعًا لها مخلصين يسعون لتحرير أوطانهم من التبعية للغرب ويعلنون ذلك في رأس قائمة مطالبهم وطموحاتهم. بناء على ذلك يمكننا أن نعتبر هذه الجماعات «حركات تحرر غير وطني» مشوّهة فهي تحارب مفهوم الوطن والقومية وتنسب نفسها للأمة الإسلامية. وهي حركات تحرر لاوطني مشوّهة، لأن التحرر الوطني لا يتم إن لم يتواز ويسير بمحاذاة حركات التحرر الاجتماعي.

نستطيع أن نقول أن التحرر الوطني بِنية وأدواته التحررالاجتماعي الذي يهدف لكسرالتبعية الثقافية والاقتصادية وامتلاك إرادتك السياسية الحرة لتصبح صاحب القرارالأوحد فينفتح الأفق في البلاد وأمام العباد نحو قوى الإنتاج وتحويل الثروات الطبيعية لسلع وبضائع وخدمات تقدم للسوق المحلية والسوق العالمية وبذلك تدفع عجلة التنمية.

هكذا تحرر وطنك وتعلي شأن دينك وليس عبر رفع السلاح وقتل مواطنيك.

May_khaled@hotmail.com