-A +A
سعيد السريحي
التوصية بإنشاء كليات رياضية للبنات سقطت في مجلس الشورى، وسقوطها كان مشرفا، حسب تعبير الدكتورة لطيفة الشعلان إحدى المتقدمات بالتوصية، ذلك أن التوصية حصلت على ٧٣ صوتا ولم يتبق لتمريرها سوى ثلاثة أصوات فقط، وهو الأمر الذي يكشف عن تغير واضح في الرأي العام الذي يمثله أعضاء مجلس الشورى، والنقلة التي تحققت من مجتمع كان كثير من أصحاب الرأي فيه يرون أن رياضة النساء من خوارم المروءة التي لا يليق بالفتاة السعودية الإقدام عليها إلى مجتمع يكاد نصف أعضاء مجلس الشورى فيه يتفقون على أهمية الرياضة النسائية ويطالبون بإعداد من يتولين تدريب وتعليم البنات هذه الرياضة، هذه النقلة التي تحققت خلال فترة وجيزة جديرة بأن تحسب كعلامة على نضج وعي المجتمع بقيمة الرياضة وأهميتها بالنسبة للمرأة وتجاوزه لما هيمن عليه من مفاهيم مغلوطة وآراء متشددة لا تجد لها سندا ولا مبررا سوى تلك النظرة إلى المرأة باعتبارها كائنا قاصرا وللرياضة باعتبارها فعلا مشينا.

سقطت التوصية غير أنه السقوط الذي يعد بالنجاح فيما لو تمت إعادة طرح التوصية لاحقا، غير أنها الإعادة التي ينبغي أن تكون مدعومة بما حققته المرأة السعودية في مجال الرياضة وذلك حين بدأت الرياضيات السعوديات بتمثيل المملكة في المحافل الدولية في أوليمبياد لندن 2012، وضمت البعثة السعودية في الأوليمبياد رياضيتين سعوديتين هما سارة العطار التي شاركت في منافسات ألعاب القوى في مسابقة 800 متر ووجدان علي سراج في منافسات رياضة الجودو، وما تلا ذلك من مشاركات برهنت فيها المرأة السعودية على قدرتها وتمكنها من خوض هذا المجال.


وكان على الذين صوتوا ضد التوصية أن يدركوا أن الرياضة بالنسبة للمرأة السعودية قد أصبحت أمرا واقعا تمارسها سواء تدربت على يد خبيرات سعوديات متخرجات من كليات رياضية للبنات أو خبيرات تستقدمهن المراكز الصحية والرياضية من الخارج، عليهم أن يدركوا أن المرأة السعودية باتت تمارس الرياضة سواء بصحبة مدربة أو معتمدة على نفسها، تمارس الرياضة في البيت والشارع حيث باتت أرصفة المشي مضمارا للرجال والنساء، على الذين أسقطوا التوصية أن يعلموا أنهم إنما يعطلون عجلة التغيير قليلا غير أنهم غير قادرين على الوقوف في وجهه.

Suraihi@gmail.com