ولي العهد مترئساً الاجتماع المشترك في الرياض أمس الأول. (واس)
ولي العهد مترئساً الاجتماع المشترك في الرياض أمس الأول. (واس)
ولي ولي العهد أثناء الاجتماع المشترك
ولي ولي العهد أثناء الاجتماع المشترك
-A +A
عبدالله آل هتيلة (الرياض)
ahatayla2011@

عندما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة الخليجية الـ 37 التي عقدت في البحرين، على أهمية الأمن والتنمية المستدامة، للحفاظ على سلامة الأوطان وحماية المنجزات، وعندما قال «إن العديد من الدول العربية تمر بظروف صعبة بسبب الإرهاب والطائفية»، يؤكد بذلك أنه وإخوانه قادة دول المجلس يدركون ما يحاك من مؤامرات إيرانية خبيثة تتطلب المزيد من التكامل والتنسيق أمنياً ودفاعياً وسياسياً لمواجهتها بالتنسيق مع دول عالمية، وأصبحت جميع دول المنطقة على يقين تام بأن النظام الإيراني يسعى جاهداً إلى خلق حالة من الفوضى في المنطقة، من خلال دعمه للإرهاب، وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول، وسعيه إلى إجهاض الحلول السلمية للملفات التي لا زالت عالقة، وتحديداً في سورية واليمن، من منطلق أنه يعيش على الطائفية، وتمدد الإرهاب، وسيطرة الميليشيات على القرار في بعض الدول.


ويأتي الاجتماع الذي عقده وزراء الداخلية والدفاع والخارجية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس الأول (الخميس) في الرياض، ليؤكد أن دول المجلس ماضية إلى مواجهة عربدة إيران، بعد أن تم عزل نظامها، وفضح مؤامراته، بل وعزله عن المجتمع الدولي، نتيجة ممارساته العبثية والمسيئة، التي تبرهن نواياه الخبيثة في دعم الإرهاب بكافة أشكاله، رغم الجهود الدولية لاجتثاثه من جذوره، التي ما زال نظام الملالي يغذيها مادياً ومعنوياً كأدوات لتنفيذ مخططاته، التي لا تنسجم مع التوجهات العالمية في إحلال الأمن والسلم في ربوع العالم، ووضع الوزراء النقاط على الحروف في هذا الاجتماع الذي أضاف خطوات مهمة من شأنها زيادة الضغط على إيران، وفضح سياساتها العدوانية، وإثارتها للفتن في كثير من الدول.

حذّرت دول المجلس إيران، بأنها لم ولن تسمح لنظامها بالاستمرار في الأسلوب الإرهابي الذي تنتهجه، رغم النداءات بإثبات حسن النوايا والعودة إلى حضن المسلمين، دولة جارة، تسعى إلى كل ما من شأنه ترسيخ الأمن والأمان، وإسعاد الشعوب التي لا زالت تكتوي بنيران ممارساتها وسياساتها العدوانية، وجاء هذا التحذير عبر كل القنوات، إلا أن النظام الإيراني الذي لا يروق له العيش إلا في مستنقعات الإرهاب والطائفية، غلّب الهمجية على صوت العقل الخليجي، واستمر في تدخلاته في شؤون دول المجلس، وزرع الفتنة الطائفية، ودعم الأحزاب والميليشيات الإرهابية، وعرقلة الجهود الخيّرة لإيجاد حلول عادلة للأوضاع في سورية واليمن، ودول أخرى من بينها العراق، الذي حوله إلى ميليشيات طائفية تؤثر سلباً على أمن دول المجلس. وأمام كل هذه العربدة الإيرانية، جاء التكامل والتنسيق الخليجي، أكثر من أي وقت مضى، ليؤكد أن دول المجلس قادرة على مواجهة إيران أمنياً، وتمثل ذلك في المناورات المشتركة، والتنسيق الدفاعي، والتعاون الأمني في مكافحة الإرهاب، باعتبار أن أمن دول وشعوب المجلس جزء لا يتجزأ، واعتبار كل هذه مؤشرات ورسائل تؤكد للنظام الإيراني، أنه عاجز عن مواصلة أعماله المشينة، وأنه سيواجه بالقوة، بعد أن طفح الكيل، واستنفدت كل الخيارات، نتيجة إصرار هذا النظام على نهجه الإرهابي.

وأثبتت الدبلوماسية الخليجية قوتها وتأثيرها، وهي تواجه العالم في مختلف المحافل، بملفات تثبت دعم النظام الإيراني للإرهاب والميليشيات والأحزاب الإرهابية بالأسلحة والأموال، والتدخلات في شؤون الدول لزرع الفوضى الطائفية، فنجحت في عزل هذا النظام، وتغيير قناعات دول كانت مترددة في إصدار الأحكام على ممارساته، ولعل الموقف الأمريكي والأوروبي خير دليل على أن دول الخليج حيّدت هذا النظام، واضعفته سياسياً وعسكرياً، في المناطق التي كان يعتقد أنه المسيطر على القرار فيها، بل وخفت صوت هذا النظام في مفاوضات «أستانا» و«جنيف»، بعد أن أصبح أسيراً للمواقف الروسية، التي ما زالت تدعم النظام السوري.