د. أحمد الغامدي
د. أحمد الغامدي




 إبراهيم طالع
إبراهيم طالع




محمد الحرز
محمد الحرز
-A +A
علي فايع ( أبها ) @alma3e
استهجن مثقفون إخضاع النصوص المتسابقة في جائزة «كتارا» لشاعر الرسول في العاصمة القطرية الدوحة للمحاكمة الشرعية، إذ كشف المتسابق الشاعر حسن صميلي أن اللجنة تحاول «أسلمة الشعر» بمحاربة الحداثة الأدبية بآراء شرعية لا علاقة لها بالشعر، كون الشعر أوسع من الأيديولوجيا.

من جهته، اعتبر الدكتور أحمد قاسم الغامدي تعيين لجان شرعية لمحاكمة ما يقال شعرا فيه قيد يحجم إبداع الشاعر ابتداء، وفيه تضييق لفضاء الخيال لدى الشاعر في القصيدة، حتما سيؤثر على ملكة الشاعر في عباراته وتشبيهاته وكناياته واقتباساته.


ويرى الغامدي أن في ذلك مبالغة وتعنتا ولا يؤثر في «هدي نبينا ولا كتاب ربنا ولا في عمل السلف مثل هذا، بل تتلقى القصائد وتتناقل ويتناولها النقل والنقد بعد ذلك سواء كان من النواحي الأدبية أو من النواحي الشرعية، إذ استشهد رسول الله بشعر لبيد وهو مشرك فقال أصدق كلمة قالها لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، ورد على الجارية وهي تتغنى بقولها: وفينا رسول الله يعلم ما في غد، فقال دعي هذه وقولي بالذي كنتِ تقولين»

وأشار الغامدي وفي قول الله عن الشعراء: (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون) «إشارة لطيفة بأن المبالغة طبيعة أصل في الشعر ولذلك يصدق قول من قال: إن أعذب الشعر أكذبه»، مضيفا أنّه لا يرى وضع مثل هذه اللجان، لأنها ستكون عبئا ذهنيا على خيال الشاعر وإبداعه ولا يمنع ذلك نقد القصيدة من بعد وتحليلها من كل وجه كأي إنتاج إبداعي.

فيما يرى الناقد محمد الحرز أنّ «أصل المسابقة لا تمت إلى الشعر بصلة» وأضاف من الواضح أنها مسابقة تنطلق من منظور ديني، خصوصا وأن المدار فيها هي شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، لذلك «من الطبيعي أن يلتزموا بالضوابط الشعرية التي تؤسس لمثل هذه المقاربات، والغائب الأكبر هو الشعر، لأن حدوده لا ينبغي أن تتوقف على ضوابط شرعية، خصوصا إذا كان يدور حول شخصية»، كالرسول العظيم الذي يقصر عنه الشعر في تجلياته مهما وضعنا أجنحة له، فما بالك لو وضعنا قيودا عليه وقلنا له: «قم واستجل هذه الشخصية العظيمة؟!».

أما الشاعر إبراهيم طالع الألمعي فقد يرى أنّ «أسلمة أو نصرنة أو يهودة أو زردشة الفن ليس سوى نوع من القصور الفكري والثقافي، ولا أعرف شيئا من هذا حدث سوى في الإسلام الذي ظلمه بعض أهله حين حملوه ما لا يحتمله بداية بالسياسة بعد الخليفة الراشدي الثالث حتى اليوم».

وأضاف طالع أنّ «هناك (موضة) الأدب الإسلامي، وكأن هناك لوحة تشكيلية أو نصا أو منحوتة أو حتى جدار جميل البناء يطلقون عليه إسلاميا، وحين تشكل لجنة شرعية لمحاكمة النصوص فتلك أضحوكة جديدة ضد الفن والجمال، وذلك أيضا حمل جديد على الدين بعدما أثقلوا عليه بلعب السياسة».

وقال طالع إنه يذكر بأن الأصل «في هذه (الموضة) كان قد بدأ مع فكرة الأخونة التي نظر لها زعماء الإخوان في مصر والشام من أمثال سيد قطب الذي بدأ حياته شاعرا وأديبا ثم انخرط في نظرية الأدب الإسلامي بكتابه (مهمة الشاعر في الحياة وشعر جيلنا الحاضر)، وتبعه على منهجه من وأصل هذا لدينا في جامعة الإمام كأستاذينا/‏ عبد الرحمن رأفت الباشا، وعبد القدوس أبو صالح، وكان لهما تلامذة كثر هنا اختلطوا مع فكرة ما كان يسمى الصحوة»، مختتما حديثه لـ «عكاظ» بأن فكرة التحكيم الشرعي «فكرة تستفز العقل والفكر والثقافة، وتجعل من الأدب العربي مضحكة أمام العالم، لأننا نصارع الفنون بمحاكماتها».