محتجة ضد ترمب خلال تظاهرة في بنسلفانيا. (أ.ف.ب)
محتجة ضد ترمب خلال تظاهرة في بنسلفانيا. (أ.ف.ب)
-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

ثلاثة عند الرئيس الأمريكي ترمب مكروهون، سلفه أوباما والإعلام والإيرانيون. معادلة لا يمكن لأحد نقضها مع انتهاء المئة يوم من عهد ترمب المثيرة للجدل. وهو أمر أكده سيد البيت الأبيض نفسه، إذ انتقد الإعلام وأوباما، فيما إيران وخلال المئة يوم انتقدها ما يعادل ضعف تلك الأيام هي إحصاءات تلامس الدقة بشكل كبير وترسم الخط البياني لسياسة هذا الرجل في قيادته للولايات المتحده الأمريكية وعبرها للعالم في الأيام والسنوات القادمة.


في ثلاثي الكراهية عند ترمب فإن الأول فيها وهو أوباما من المتوقع أن يتوقف الأمر بعد أسابيع من الآن، وفقا للمنطق السياسي، فالسماح الأمريكي للرئيس الجديد مدته مئة يوم لاغير، وبالتالي فانتقاد الماضي لا يعود مجديا.

أما الأمر الثاني فإن الحروب مع الإعلام، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية هي حروب خاسرة دائما ومن غير المرجح أن يواصل ترمب هذه الحرب وبالتالي «لا يبقى في الميدان غير حديدان» كما يقول المثل الشعبي، وبالتالي فإن الحرب مع إيران سياسيا واقتصاديا ومن يدري عسكريا من المرجح أن تستمر، لا وبل ستستعر، ففي جينات الفريقين (أي ترمب ونظام الملالي) كل عوارض الفراق، لا الاجتماع، لأن سياسات إيران العدوانية بلغت ذروتها، والتصادم سيكون عاجلا أم آجلا.

الحائكون في إيران يعملون منذ مئة يوم على إيجاد قطبة مخفية تسير الأمور مع الرئيس ترمب، الذي هو بدوره يعمل منذ مئة يوم على البحث عن وسيلة يتخلص عبرها من التركة الثقيلة التي أورثه إياها سلفه أوباما على صعيد العلاقات مع إيران والاتفاق النووي المعقود. هي المتاهة التي يعيشها الملالي بانتظار ماهو مكتوب ومعلوم أي الصدام مع أمريكا بكل ما للصدام من أنواع وكيفيات. ساحات الصدام كثيرة من سورية إلى العراق إلى لبنان إلى إسرائيل واليمن كلها نيران مشتعلة بفعل الوقود الإيراني وترمب يراقب قبل أن يقرر.