حادث المعلمة في الدوادمي.
حادث المعلمة في الدوادمي.
حادث السفانية في بداية هذا العام.
حادث السفانية في بداية هذا العام.
-A +A
عبدالله الحكمي (الدمام)
aah0041@

قصص مؤلمة ترويها معلمات اضطررن للابتعاد عن أسرهن، بعدما ألقى بهن التعيين في مناطق نائية خارج حدود مدنهن، فباتت ساعات عملهن تبدأ من الثلث الأخير من الليل، ولا تنتهي إلا مع غروب الشمس. فيما يؤكدن أن ما خفي من قصص اغترابهن كان أعظم، أقلها أن طلباتهن لتقليل الاغتراب لا تجد تجاوبا من الجهات المعنية.


تقول المعلمة «أم محمد»: أنا من سكان القديح بالقطيف، وأعمل في إحدى مدارس الخفجي، ولا يخفى على أي مسؤول في الوزارة ما نعانيه، إذ نخرج وزميلاتي قبل صلاة الفجر من البيوت، ولا نعود إلا قبل صلاة المغرب بقليل، خصوصا أن الدوام يمتد في بعض الأيام إلى الثانية ظهرا. فيما يستغرق ذهابي إلى المدرسة نحو ثلاث ساعات، ومثلها للإياب.

وتضيف: ولا يوجد في التعليم بند يعطي قائدة المدرسة الحق في السماح للمعلمة المغتربة بالتأخر في الصباح بحكم المسافة، خصوصا أني أقطع ما لا يقل عن 650 كيلومترا ذهابا وعودة يوميا، وهناك زميلات على هذا الحال منذ أكثر من خمس سنوات، ما يضطر بعضهن إلى ترك أبنائهن، خصوصا من لديها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يدفعها للتنقل به بين المستشفيات في منطقة سكنها وعملها، إذ لا يكفي تقرير من مستشفى حكومي بحالة طفلها، ليتم إنهاء اغترابها.

ولا يختلف حال المعلمة (خ.د) عن سابقتها، إذ تقول: بيتي وزوجي في الدمام، وأسرتي في إحدى قرى الأحساء، وأعمل في الخفجي. عينت منذ سنوات في إحدى قرى الدوادمي التابعة للرياض، فكنت أسافر أحيانا يوميا، ومرات أسبوعيا من الدمام الى الدوادمي؛ أي نحو 550 كيلومترا ذهابا، أي أني أقطع أكثر من ألف كيلومتر في رحلتي للعمل. وقد تعرضت لحادث شنيع بالقرب من الدوادمي وبرفقتي خمس زميلات، نتجت عنه وفاة سائق السيارة التي صدمتنا، وتعرضنا جميعا لإصابات متفرقة؛ كسور وكدمات وغياب عن الوعي، بخلاف الرعب والهلع الذي أصابنا، ولم أفق من غيبوتي سوى بالمستشفى، لأنقل إلى مستشفى آخر لأكمل علاجي، وظلت معاناتي مع الألم لفترة طويلة، وطلبت بعدها نقلي، ولم تستجب الجهات المعنية سوى العام الماضي، والمفاجأة أني نقلت إلى الخفجي، ما يعني أني سأظل بعيدة عن أسرتي، بل وسأضطر إلى السفر يوميا لمسافة أكثر من 600 كيلومتر ذهابا وإيابا، فيما يعاني أولادي وزوجي شتاتا أسريا.

أما المعلمات «أم محمد»، و«أم حسن»، وأم عبدالعزيز، وأخريان رفضتا ذكر اسميهما، فقلن: نحن من سكان الدمام ونعمل في إحدى محافظات المنطقة الشرقية، ونركض يوميا على الطرقات لمسافة تزيد على 700 كيلومتر ذهابا وإيابا. فهل ستجد معاناتنا هذه المرة آذانا صاغية؟!