-A +A
محمد سعود (الرياض) mohamdsaud@، حسن النجراني (المدينة المنورة) hnjrani@، محمد الطاير (جدة) m_altayer@، «عكاظ» (عمان) OKAZ_online@، أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
وزير الإسكان: الدعم الكامل 85 % من مستفيدي «العقاري»

الحقيل: لا فوائد على أصحاب الدخل الأقل من 14 ألفاً


أكد وزير الإسكان ماجد الحقيل أن المواطنين الذين تقل دخولهم الشهرية عن 14 ألف ريال من المستفيدين من صندوق التنمية العقارية لن يدفعوا فوائد مالية للبنوك.

وقال الحقيل عقب مشاركته في الجلسة الرئيسية بمنتدى يورومني 2017 بالرياض أمس (الأربعاء): «واجبنا خدمة المواطنين بما فيهم المستفيدون من صندوق التنمية العقارية، ونحن واضحون، إذ إن أصحاب الدخل الأقل من 14 ألف ريال ليست عليهم التزامات مالية وسيكونون كما كانوا عليه في السابق، ونسبتهم 85% من المستفيدين من الصندوق الحاليين الذين ظهرت أسماؤهم والمستفيدين مستقبلا أيضاً، والبنوك مجرد مقدم للخدمة بالنيابة عن الصندوق».

وأضاف أن السيولة المرصودة في مؤسسة النقد عالية جداً، وتصل الإيداعات اليومية لحدود 120 مليار ريال تقريباً تودعها البنوك في مؤسسة النقد، لافتاً إلى عدم وجود مشكلة في السيولة، بيد أن هناك انخفاضا في الرغبة الشرائية لدى عدد كبير من المواطنين.

وذكر أن نسبة تعثر المحافظ لدى البنوك منخفضة جدا تصل إلى أقل من 1% مقارنة بالتعثر لدى الكثير من الدول، لافتاً إلى أن حجم المبالغ في محافظ السوق السعودية تصل إلى 116 مليار ريال، مضيفاً: «سنقوم تدريجياً بشراء حصص منها، ونطمح أن يرتفع السوق إلى 550 مليار ريال، وكل النمو سيأتي عن طريق البنوك».

وفي كلمته بالمنتدى، أكد الحقيل أن أكبر تحد لدى الوزارة يكمن في تكلفة المسكن المرتفعة جداً أمام المواطن، وتعمل الوزارة على توفير المسكن المناسب لفئات الدخل المختلفة بالسعر المناسب للمواطنين سواء من خلال التملك أو الإيجار.

ولفت إلى أن قطاع الإسكان كان مربحاً في فترة من الزمن من خلال بيع الأراضي، أما الآن تغيرت المعطيات، وأعداد المطورين العقاريين في المملكة ضعيفة، وقال: «نطمح إلى أن يكون السوق جاذبا».

وبين الحقيل أن الصندوق العقاري يمتلك حصة سوقية، وهناك أسباب واضحة لعدم نمو السوق العقارية وترجع إما لحداثة شركات التمويل، أو لعدم تطوير المنتجات التمويلية بالشكل المطلوب التي تتواكب مع حاجات المستهلك.

وقال وزير الإسكان: «نطمح إلى أن يكون كل مواطن سعودي يذهب إلى البنك أو شركة تمويلية يجد التمويل المناسب له، من دون الانتظار، ولدينا برامج ضمانات ودعم تمويلي تساعد المواطن على الحصول على سكنه بشكل سريع»، مشيراً إلى تقدم العلاقة مع شركاء الوزارة بما فيهم الشريك الأساسي مؤسسة النقد السعودي.

وذكر أن شركة إعادة التمويل حصلت على عدم ممانعة من مؤسسة النقد، وستبدأ العمل في الحصول على تصريح منتجات سكنية في نهاية الشهر الجاري، وستكون رافدا أساسيا لنمو القطاع.

«القديّة والإسكان» ملفان متوازيان.. من يتأخر يخلق أزمة

«القدية» أم «الإسكان»، الترفيه أولاً أم تأمين مسكن يؤوي تلك الأسر الباحثة عن السكن، هل إذا تقدم أحدهما عن الآخر ستُخلق أزمة، أم أن الملفات لا تلتقي؟ كانت هذه أصوات وأسئلة متباينة ما بين مؤيدي مشروع القدية الترفيهي، وما بين المنادين إلى تقديم مشاريع الإسكان أولاً قبل كل شيء، وفي زحمة الأصوات المتباينة ضاع «المواطن» الباحث عن الإجابة الشافية. النقاش العالي والأصوات التي صمّت الآذان يحمل كل منها فكرة متباينة إلى حد الشقاق والإشارة إلى الآخر أنه سبب المشكلة، فكل صوت يريد أن يكون هو الأقرب للحقيقة، وضاعت أصوات المعتدلين بين هذا وذاك، التي تحمل النور لإيضاح الحقيقة، فالتطرف في تقديم الرأي أضاع البوصلة، ومنح الأعداء فرصة للنيل من برامجنا المختلفة.

وبالأمس وفي لقاء متلفز لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، طرح السؤال مجدداً أيهما أولى مشروع القديّة الترفيهي أم مشروع الإسكان، فقال سموه: «إن مشروع القِدِيَّة الترفيهي لم يؤثر في جانب الإسكان؛ بل هو داعمٌ له ومصدرٌ مهمٌ لتطوير الجانب الاقتصادي الوطني الذي يعود بالتالي على المواطن بكل المجالات، والإسكان أحد تلك المجالات».

وغير ذي بعيد يقول الكاتب الاقتصادي عبدالغني الأنصاري معلقاً على الأولويات «إن علينا الآن افتراض أن لدينا خمسة ملفات، واحد في الإسكان وآخر في السياحة وثالث في الاستثمار، ولدينا ملف يمكن إنهاؤه سريعاً، بينما الآخر يواجه عقبات تؤخر من عملية تقدمه، وهذا لا يعني أن هذا له أولوية، بل أن هناك سرعة في إنجاز ملف والملف الآخر لا زال العمل به سارياً».

وأضاف الأنصاري أن مدرسة اليوم الاقتصادية تشير إلى أهمية إطلاق المشاريع في وقت واحد ولكل مشروع قياداته وعناصر تديره باحترافية لأن التنمية ليست عنصراً واحداً بل مجموعة من العناصر تعمل في وقت واحد لأن العمل على عنصر وإهمال الآخر سيحدث مشكلة ويخلق أزمة مستقبلية.

وذكر الأنصاري أنه يجب العمل على جميع الملفات في توقيت واحد ومع بعض وأن الفرق الذي سيتم ملاحظته هو الفرق في سرعة التنفيذ وهذا يحدث تفاوت، ولذلك لا بد من تفعيل أجهزة الرقابة في هذه الملفات للقيام بدورها في المتابعة وتخفيف أثر هذا التفاوت وحل المعوقات وتذليل الصعوبات، فالباقة التنموية إذا لم تعمل جميع ملفاتها في آن واحد فستواجه الوطن مشكلات وأزمات أخرى جديدة في المستقبل.

عندما صفع وجه الملالي!

لم يقتصر رد «الملالي» على قنوات إيران الرسمية فقط، بل امتد أمس إلى عدد من الوكالات والمواقع التابعة لجماعات عرفت بولائها لطهران، وذلك بعد التصريحات «الحادة» التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان.

وبدأت ردود الأفعال الإيرانية بعد ساعات قليلة من بث القنوات الفضائية للقاء مساء أمس الأول (الثلاثاء)، إذ قالت قناة Press Tv الإيرانية إن محمد بن سلمان «بصق» في وجه إيران، مطالبة «بتحرير مكة والمدينة»، فيما استخدمت وكالة «بدر» العراقية مصطلحات «مدلسة ومسيئة» في خبر نشرته أمس عن اللقاء.

من جانب آخر، حظي لقاء حديث الأمير محمد بن سلمان بتغطية واسعة واهتمام بالغ من قبل مؤسسات إعلامية كبرى، فغطت وكالة «رويترز» اللقاء في أكثر من جانب، وقالت إن ولي ولي العهد لا يرى فرصة للحوار مع إيران، متعهداً بحماية المملكة من جهود طهران للهيمنة على العالم الإسلامي.

ووصفت «رويترز» تصريحات الأمير محمد بن سلمان بـ«الحادة على نحو غير معتاد» حين أكد أن أي صراع على النفوذ يجب أن يحدث في إيران وليس في السعودية، قائلا: «لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران».

وتطرقت الوكالة إلى حديث ولي ولي العهد عن الحوثيين وقدرة المملكة على اجتثاثهم، إذ ذكرت أن «السعودية قادرة على شن هجوم بري في اليمن واجتثاث خصومها الحوثيين المتحالفين مع إيران، لكن الخسائر ستكون فادحة على الجانبين».

وتناولت شبكة «سي. إن. إن» اللقاء، لافتة إلى أن المملكة لن تلدغ من إيران مرتين، مبدية اهتماما بقدرة المملكة على اجتثاث الحوثي وصالح خلال أيام قليلة، مشيرة إلى أن السعودية لا تريد المخاطرة بحياة المدنيين.

أما صحيفة «إنديا إكس برس» الهندية، فوصفت تصريحات الأمير محمد بن سلمان عن إيران بأنها «قوية وغير معتادة»، فيما نشرت «نيويورك تايمز» مادة موسعة تناولت الجانب الإيراني من اللقاء، وعنوتها بـ«الحوار مع إيران مستحيل».

وعلقت شبكة «إي. بي. سي» الأمريكية على اللقاء

رسائل تربك أعوان «الملالي»

ثلاث مسائل أساسية لا يمكن إغفالها من الحساب السياسي عندما يتعلق الأمر بأي محاولة لقراءة تصريحات ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فالمسألة الأولى تعرية الإخوان المسلمين الذين يحاولون تقويض العلاقة السعودية المصرية. أما الثانية فأنها المرة الأولى التي يتم الحديث فيها بهذه القوة عن الحرب في اليمن التي قال عنها الأمير محمد بن سلمان إنها ليست خيارا سعوديا، ولو كانت كذلك لجتثت الرياض الحوثي وصالح في أيام. والمسألة الثالثة متعلقة بإيران التي وصفها بأنها تعمل بطريقة «المهدي المنتظر».

يمكن ببساطة التقاط ما هو جوهري في مدلولات اللقاء التلفزيوني لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ففي الجزء المتعلق بمضمون الرسائل بصرف النظر عن الصيغة التي ظهرت بها يمكن التحدث عن محطات أساسية جدا من المرجح أنها مرتبطة بخلفيات قد تكون أهم منها، وهو ما دفع الأمير محمد بن سلمان للتحدث في العمق فاتحا النار على مصدر القلق في المنطقة والمتمثل في إيران، ومغلقا الباب تماما أمام أي حوار مع دولة «المهدي المنتظر» التي تجهز الأرضية الخصبة بغض النظر عن النهج والأسلوب والممارسة للسيطرة على العالم الإسلامي عبر بث الفتنة الطائفية وتصدير الإرهاب.

منطوق، ولي ولي العهد هو رسالة لإيران، وميليشياتها، وأعوانها في المنطقة الإسلامية والعربية، وعنوانها مجددا العودة لقواعد اللعبة كما حددتها الرياض سابقا، بان لا مكان ولا حوار مع أي جهة تتستر بالإسلام لتنفيذ أجندتها الطائفية وتغيير الواقع الديموغرافي في المنطقة.

يعرف محمد بن سلمان تماما ما الذي يفعله، وهو يوجه رسائل سياسية حاسمة بكل الاتجاهات استهدفت عناصر ومصادر الفتنة في المنطقة سواء تلك المتعلقة بالإخوان المسلمين أو إيران على السواء فكلا الطرفين لديهما أجندات خاصة لخلق الفوضى، وتوسيع رقعة الإرهاب في المنطقة.

إيران التي تسعى منذ سنوات لاختراق الخليج العربي من خلال إحداث القلاقل في البحرين والانقلاب على الشرعية في اليمن لا تزال تسعى لتحقيق أهدافها بشتى الوسائل للسيطرة على اليمن ولولا التحرك السعودي للقضاء على المؤامرة في مهدها لكنت إحدى حوائط الصد قد تداعت.

حسم ولي ولي العهد ملف الحوار مع إيران ووجه تحذيرا شديد اللهجة للحوثي وصالح، وهو تحذير أربك أعوان «المهدي المنتظر» يدرك الجميع أن المملكة هي المعادلة الصعبة أمام المخططات الإيرانية.

لا خلافات بين «حلفاء الحزم»

قطع الأمير محمد بن سلمان الطريق على مثيري الشائعات حول وجود خلاف سعودي - إماراتي، مؤكدا أن الإمارات حليف للمملكة، وأن هناك محاولات يقوم بها الأعداء لخلق خلافات مع الدول التي تجمعنا بها علاقات عميقة.

وقال ولي ولي العهد إن «ما يقال عن الخلاف بشأن جماعة الإصلاح ودورهم في حرب اليمن، ما هو إلا شائعات يبثها الأعداء لخلق خلافات بين الحلفاء».

وسبق حديث الأمير محمد بن سلمان تصريحات صدرت من عدد من المسؤولين الإماراتيين، إذ سارعوا لنفي الشائعات، وتأكيد الشراكة والمصير الواحد بين «حلفاء الحزم».

وكان من أبرز تلك التصريحات ما ذكره وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات الدكتور أنور قرقاش، عندما أكد في تغريدة بصفحته الرسمية بـ«تويتر» أن «الموقف السعودي - الإماراتي حول اليمن صلب ومتطابق، عمّقته التضحية، ويسعى إلى عودة الدولة واستقرارها، شراكة إستراتيجية خيِّرة تتعزّز يوماً بعد يوم».

ومنذ بداية عاصفة الحزم، تروج وسائل إعلام إيرانية وإخوانية مزاعم حول وجود خلافات بين البلدين، في محاولة منها لشق الصف وتحريض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعية من مواطني الدولتين الحليفتين على الإساءة لبعضهم البعض، غير أن الفشل يكون حليفها دائما.

رئيس الوزراء اليمني: حوار يمثل رؤية عميقة لبلادنا

قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر: «إن الحوار التلفزيوني لولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، يمثل رؤية عميقة تجاه بلادنا».

جاء ذلك في تغريدة لابن دغر على حسابه الرسمي في موقع «تويتر» أمس (الأربعاء).

ومن جانبه، أوضح وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني ياسر الرعيني لـ«عكاظ»، أن ما أورده الأمير محمد بن سلمان في حواره، تلمسه الشعب اليمني على أرض الواقع منذ انطلاق «عاصفة الحزم»، من خلال الحرص على عدم استهداف أي مواقع مدنية، وملاحقة الميليشيات الانقلابية التي تشكل خطراً على أمن واستقرار اليمن، مضيفاً: «ولي ولي العهد عرض رؤية السعودية للواقع اليمني، ومدى حرص القيادة في المملكة على المدنيين والعسكريين، وعدم السماح للميليشيات بتحقيق مآربها في السيطرة على الدولة اليمنية».

وأكد الرعيني أن الشعب اليمني في المدن المحررة وغير المحررة تلقى الحوار بترحيب كبير، إذ بدد الكثير من القلق الذي كانت الميليشيات تعمل على الترويج له في أوساط المدنيين.

بدوره، ذكر وكيل وزارة الإعلام الدكتور نجيب غلاب أن الأمير محمد بن سلمان أبدى حرصاً كاملاً على إدارة المعركة بعقلية واتزان، إذ إنها حرب تحرير شعب وإنقاذ أمة، وظهر الأمير قياديا لا يؤمن بفكرة الأرض المحروقة، وإنما بالوصول إلى تحقيق الأهداف بأقل الخسائر الممكنة.

وبيّن غلاب أن الحوار يعكس رؤية إستراتيجية عميقة تنطلق من منظور كلي مهتم بأمن الدول الوطنية وأمن المنطقة، ومؤسس على رؤية عربية جديدة متفهمة للتهديدات والمخاطر التي تواجه العرب والمسلمين، مضيفا أن ولي ولي العهد يتحلى بإدراك كامل لطبيعة المشكلة بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية والجيوإستراتيجية.