-A +A
صالح الفهيد
salehalfahid@

لم يكن أحد يتوقع أن تشهد ليلة تتويج الهلال في المباراة التي جمعته مع النصر مساء أمس الأول، هذا القدر من الفوضى والخروج عن الروح الرياضية، وانتهاك حقوق جمهور نادي النصر بشكل سافر وصارخ، بمباركة من المسؤولين في استاد الملك فهد، الذين سهلوا عملية تعدي جمهور الهلال واستيلائهم على مدرجات النصر، بطريقة أقل ما يمكن أن توصف به أنها فوضى.


لقد أكدت أحداث ليلة التتويج بطريقة أو أخرى أن نادي الهلال عندما يريد فهو قادر على انتهاك النظام والقانون وكل الاعتبارات والمعايير التي تحكم المنافسة، وأن نادي الهلال يجوز له ما لا يجوز لغيره، وأنه يحصل على الاستثناءات التي يريدها حتى لو داس في سبيل ذلك على هيبة المؤسسات الرياضية.

وأكاد أجزم أن ما شهدته مدرجات استاد الملك فهد لم يكن حدثا عرضيا، بل رتب له بعناية بعد أن تم رفض النصر لمطالب الهلال بتنازل النادي عن نصيبه من المدرجات لصالح جمهور الهلال، وحدث ما حدث بتهاون واضح من القائمين على تنظيم عملية دخول الجماهير عبر البوابات.

لقد تعرض نادي النصر وجمهوره الذي طرد من مدرجه إلى تجاوز بالغ جراء هذا التعدي عليه وعلى حقوقه من قبل جمهور نادي الهلال، وكان يمكن أن تفلت الأمور في المدرج ويحدث ما لا تحمد عقباه بسبب بعض الاحتكاكات التي رافقت بداية اقتحام الجمهور الهلالي للمدرج النصراوي، فمن كان سيتحمل المسؤولية عن ذلك؟

ولا أريد العودة إلى الماضي القريب والبعيد لاستعراض سلسلة الاستثناءات والمزايا الخاصة التي حصل ويحصل عليها نادي الهلال دون غيره من أندية الوطن، فهي أكثر من أن تتسع لها مساحة هذا العمود، وعقب كل حالة يتم إسكات الشارع الرياضي بتبريرات واهية وضعيفة لن تغطي الحقيقة المرّة التي استقرت في يقين الجماهير الرياضية، وهي أن إرادة الهلال فوق ما عداها من إرادات.

وشخصيا، أعتبر إدارة النصر ورئيس النادي الأمير فيصل بن تركي يتحملان جزءا من المسؤولية لعدم المحافظة والدفاع كما يجب عن حقوق النادي التي كفلها النظام والقانون.