-A +A
عزيزة المانع
كم هو مؤلم أن ترى ابنك متفوقا في دراسته، ترفرف من حوله خيالاته الطموحة لبلوغ غاية عليا يرنو إليها، لكنك عاجز عن تدبير نفقة تعليمه، فدخلك البسيط لا يمكنك من تغطيتها، فتسقط محبطا تتعثر بصعوباتك المادية، مختنقا بخيبة أملك المرة، يائسا بائسا.

جهاد غنام أب لشاب يدرس في السنة التحضيرية في إحدى كليات الطب الأهلية في جدة، جهاد فلسطيني الجنسية لذلك فإن ابنه، رغم حصوله على درجات عليا في المرحلة الثانوية تؤهله للالتحاق بالجامعات الحكومية، إلا أنه لم يتمكن من ذلك لأنه غير سعودي.


الابن متميز في دراسته ويطمح إلى دراسة الطب، فألحقه والده بكلية طب أهلية، رغم أن رسومها مكلفة جدا بالنسبة لدخله، لكنه تمكن من تدبير رسوم العام الدراسي وسددها كاملة. وبتوفيق الله حصل الابن على معدل تراكمي 5/5 فقدمت له الكلية تخفيضا في الرسوم يبلغ 40%.

لكن الأب رغم ذلك، يجد نفسه عاجزا عن الاستمرار في تسديد رسوم دراسة ابنه، وقد كتب إلي يستنجد بالمقتدرين ماديا، من السابقين إلى فعل الخيرات أن يعينوا ابنه على إكمال دراسته.

وغني عن القول، إن دعم مثل هذا الطالب المتميز ومساعدته على مواصلة دراسته، فيه دعم للنمو المعرفي والتقدم العلمي في مجال من أهم مجالات الخدمة الإنسانية، كما أن التخلي عنه خسارة للمعرفة العلمية.

وهنا أتوجه باقتراح إلى جهتين قادرتين على معاونة الطلاب المتميزين في الدراسة، ممن تعيقهم ظروفهم المالية الضيقة عن تحقيق طموحاتهم العلمية ومواصلة دراستهم في برامج علمية تنفع البشرية.

هاتان الجهتان أعني بهما: البنوك والجامعات أو الكليات الأهلية، وذلك بأن تعملا على إيجاد برامج إقراضية للدراسة، خاصة بالطلاب المتميزين، كما هو معمول به في كثير من دول العالم، حيث يقدم البنك أو الجامعة، قرضا دراسيا للطالب المتميز يتيح له فرصة إكمال دراسته، ثم بعد أن يتخرج ويعمل، يسدد للجهة التي أقرضته ما عليه من دين بالتقسيط المريح.

إن مثل هذا البرنامج سيحل مشكلات كثير من الطلاب والطالبات الذين أحيانا تتعثر دراستهم العليا بسبب العائق المادي، وفي الوقت نفسه هو من التسهيلات المقدمة للشباب التي يعود نفعها على المجتمع كله وليس على الطلاب وحدهم.