-A +A
محمد أحمد الحساني
كنت أسمع عن مواطنين وعن إخوان من المقيمين يغادرون بلادنا لزيارة دول عربية مجاورة بحثاً عن العلاج المدفوع الثمن بطبيعة الحال، فأتساءل عن أسباب بحثهم عنه خارج المملكة على الرغم مما يقال عن وجود مستشفيات محلية خاصة وعامة تضاهي مثيلاتها في العالم المتقدم، وهل من تلك الأسباب أن المراكز الصحية في الدول المجاورة أرقى منها في بلادنا أم أن أسعار العلاج في المملكة أعلى منها في دول الجوار بما في ذلك بعض دول الخليج مثل قطر والإمارات ودول عربية مثل الأردن ومصر، وإذا كانت مسألة انخفاض الأسعار هي السبب فما الذي اضطر مواطنين لطلب العلاج بأجر في الخارج مادام أن لهم الحق في العلاج مجاناً في الداخل، وهل لذلك علاقة بعدم توفر أسّرة في المستشفيات وضغط على الأطباء والعيادات الخارجية وارتفاع أجور العلاج في المستشفيات الخاصة مع تدني مستوى بعضها فيكون وضعها حشفاً وسوء كيلة؟!

هذه التساؤلات وغيرها أوحاها لي خبر رياضي نشر في الصحف خلال الأيام الماضية عن مغادرة اللاعب الأهلاوي الرائع عمر السومة مدينة جدة إلى الدوحة للعلاج في أحد المراكز الطبية القطرية من إصابة لحقت بركبته خلال أحد لقاءات ناديه التي جرت في الآونة الأخيرة، فما الذي اضطر «السومة» للسفر إلى قطر بحثاَ عن العلاج، وهل ذلك عائد إلى عدم توفر علاج مقنع لإصابته الرياضية، وكيف يستقيم مثل هذا الاحتمال مع «البروبغندا» التي تصك آذننا ليل نهار عن رقي مستوى مستشفياتنا الخاصة والعامة، أم لأن العلاج بأجر في قطر يقل من حيث التكلفة عنه في المملكة، أم لأن علاجه غير متوفر إلا في مراكز طبية عامة يحتاج دخولها إلى جهود مضنية وموافقة، أم لأن الدوحة تضمن لمن يعالج في مراكزها الصحية العلاج والسياحة في آن واحد، أم لغيرها من الأسباب؟!


وعلى أية حال فإن رقي الوضع الصحي في بلادنا يصبح حقيقة واقعة لو وجدنا أن أصحاب المستشفيات الخاصة يعالجون في مستشفياتهم ولا يطيرون إلى الخارج عند تعرضهم لأول وعكة، وإذا رأينا إقبالاً من مواطني الدول المجاورة للعلاج في مستشفياتنا العامة بمقابل ولكن دون حاجتهم إلى موافقات وفي الخاصة بأجور تجذبهم لطلب العلاج فيها، أما غير ذلك فإن الكلام ماعليه جمرك!.