-A +A
هيلة المشوح
hailahabdulah20@

عندما تسنم الأمير محمد بن سلمان زمام ولاية ولاية العهد صدح بتصريح سمعه القاصي والداني حين قال «للمرأة حقوق لم تنلها وستنالها»، وكان لهذه الكلمات صدى بعث روح التفاؤل بمستقبل واعد ومشرق للمرأة السعودية وآمال بحجم «وطن».


تلقينا خبر الأمر السامي بتمكين المرأة من بعض الخدمات بتفاؤل كحقها في الالتحاق بالتعليم والعمل ورفع القضايا وإدارة أموالها وبيع وشراء العقار ومراجعة الدوائر الحكومية والسكن وبعض الأمور التي لم ترتقِ بعد إلى مستوى طموحنا وآمالنا، ولكننا نراهن على تحقق الكثير منها في القريب العاجل، وأهمها حق التحرك دون ولاية رجل كالسفر واستخراج الوثائق والابتعاث، وحق تقرير المصير في الزواج والسكن، كذلك لا ننسى حالات مهمشة في المجتمع لا تمتلك حق الخروج من السجن دون ولي أمر يستلمها، وهذا أمر غاية في الألم، فمن تنتهي محكوميتها تنتظر استلام ولي أمرها الذي قد يحضر وقد لا يحضر، وقد يتبرأ منها ويرفض وجودها فتبقى حياتها رهينة إنسانيته «إن تحركت»!

الأمر السامي هو بداية الغيث، وحقوق المرأة مكفولة طالما ننعم بهذا الحس العالي من رجال الدولة لحقوق المرأة واستشعار دورها وأهميتها.

التغيير منوط بالمرأة، بوعيها وتمكينها وإعلاء شأنها، فلا تغيير دون وضع المرأة في مكانها ومكانتها الصحيحة، فهي من يقود جيلا بأكمله، ويربي أفراده على الوعي والرقي إن مكنت وذيلت لها الصعاب، وعلى الجهل والتخلف إن أقصيت وهمش دورها.. نعم هناك عراقيل أمام تمكين المرأة، ولكنها بدأت تتهاوى أمام عزيمة وإصرار قيادتنا على التغيير، وقد قال أديبنا الكبير غازي القصيبي يرحمه الله: «الأم مدرسة إذا أعددتها.. هاجمك المتطرفون»، في إشارة إلى أهمية دور المرأة في التغيير وسعي الغلاة في طمر هذا الدور الذي استشعروا خطورته على حصون تخلفهم فحاربوه مبكراً ونجحوا لعقود خلت.

يقول جبران خليل جبران الشاعر والأديب اللبناني الكبير: «المرأة من الأمة بمنزلة الشعاع من السراج، وهل يكون شعاع السراج ضئيلاً إذا لم يكن زيته شحيحاً».

وصدق جبران وكذب من طمس دور المرأة، فاشعلوا قناديل نور المرأة في كهوف الجهل، وحطموا تابوهات الغلو والتخلف.. فهي -المرأة- أيقونة التغيير وجذوته ولو كرهوا!.