-A +A
عبدالله عمر خياط
aokhayat@yahoo.com

أوشك شهر شعبان الذي يجيء ما بين رجب الأصم ورمضان المكرم أن ينتصف. وقد روي في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان» رواه البخاري ومسلم.


وفي رواية «مسلم»: «كان يصوم شعبان إلا قليلا». وروى الإمام أحمد والنسائي من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «لم يكن – يعني النبي صلى الله عليه وسلم – يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان. قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».

وقد سُمي شعبان بهذا الاسم لأنه يتشعب منه الخير وكلمة الشعب (بكسر الشين) معناها الطريق بين الجبلين، وشُبه بأنه الطريق بين الجبلين (رجب ورمضان).

وفيما رويَّ: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن».

وعن أبي هريرة عن النبي قال: {جاءني جبريل ليلة النصف من شعبان وقال يا محمد ارفع رأسك إلى السماء، فقلت: ما هذه الليلة؟ قال: هذه ليلة يفتح الله فيها ثلاثمائة باب من أبواب الرحمة، يغفر الله لجميع من لا يشرك به شيئا إلا أن يكون ساحرا أو كاهنا أو مصرا على الزنا أو مدمن خمر}.

وعن النبي: {فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام، وفضل شعبان على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء، وفضل رمضان على سائر الشهور كفضل الله على خلقه}.

كما صح أن أئمة من التابعين قد أجمعوا على رفع الدعاء بعد قراءة سورة ياسين ومما جاء فيه: «إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان المكرم التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أسألك أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم، وما أنت به أعلم، إنك الأعز الأكرم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم». وأختم بالحديث الصحيح برواية مسلم، أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال: «ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وكتبهم الله في من عنده».. وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: «نعم البدعة الحسنة».

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة آل عمران: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.