-A +A
عبير الفوزان
تستحق المرأة السعودية التمكين لأنه حق لها وهي أهل له.. فهي ليست جارية لأحد، ولا ملكا لأحد، هي مواطنة من الدرجة ذاتها التي تتشارك فيها مع المواطن الذكر، لهما ذات الحقوق وعليهما ذات الواجبات.

شهر مايو من كل عام سيكون شهرا مميزا بالنسبة لجميع النساء في المملكة العربية السعودية، ففيه من هذا العام 2017 صدر الأمر السامي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، القاضي بتمكين المرأة السعودية من الخدمات دون موافقة ولي الأمر، وذلك في التعليم، والعمل، والعلاج، والسكن. وجل هذه الخدمات بدون سند نظامي، ولكن بعض الجهات الحكومية والخاصة تفرضها إمعاناً في البيروقراطية البغيضة التي لم تعد تلائم هذا الزمن، ولا هذه الحكومة الجديدة التي تعمل وفق رؤية خلاقة.


«إن مكناهن..» جملة شرطية جوابها يتخوف منه البعض، نساء ورجالا، أولياء وولايا، من سلب ما تعودوا عليه.. حتى لو كان صوت (قرقعة مكيف) اعتادوا النوم على صوته!

تزامنت مع صدور الأمر السامي بالتمكين حادثة لفتاتين في محافظة الغزالة التابعة لمنطقة حائل، حيث تعرض سائق الحافلة التي تقلهما من الجامعة، إلى جلطة دماغية، وهم في الطريق، فقامت إحدى الفتيات بقيادة الحافلة بدلا عنه، بينما الأخرى قامت بمحاولة إسعافه. هذه الحادثة وغيرها كثير تثبت أن المرأة السعودية في كل مراحلها العمرية امرأة جريئة ومقدامة، لا تنقصها الشجاعة، ولا المعرفة أو الحيلة إزاء المواقف الصعبة، لذا تستحق التمكين، فهي أهل لتكون معيلة، عندما تحدها الظروف، لا عالة في كل الأحوال والظروف، كما يريدها البعض.

رحم الله جدي كان يقول «دوك ولد»، مثل يضرب لكل رجل عمل عملا وأتقنه بشجاعة وجرأة، ودوك بمعني خذ، لو كان حيا وسمع بالأمر السامي، وبما قامت به الفتاتان لقال: «دوك امرأة سعودية».

abeeralfowzan@hotmail.com