-A +A
صالح الفهيد
وما زال السؤال الذي يتردد على لسان كل نصراوي، ويطرق كل باب، هو: هل سيستقيل رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي أم أنه سيستمر؟

وحتى ساعة كتابة هذه السطور مساء أمس الأول الخميس لا يزال مستقبل رئاسة النصر محاطا بسياج سميك من السرية والغموض، فالأقوال حول موقف رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود، وموقف الأمير فيصل بن تركي متضاربة ومتناقضة. والمعلومات شحيحة وأقرب ما تكون للتكهنات والتخمينات والتوقعات من أي شيء آخر.


ورغم الضغط الجماهيري المتزايد علي رئيس النادي ومطالبته صراحة بالاستقالة منذ أن تأكد خروج الفريق الأول من مولد الموسم دون أي إنجاز، وبركام كبير من الأخطاء الفادحة التي يراها كثيرون سببا لخروج النصر من هذا الموسم بخفي حنين، إلا أن نادي النصر ترك يواجه أزمته الكبرى دون أن يكون هناك أي تحرك حقيقي يريح الجماهير ويطمئنها على أن النادي ممسوك، وفي أيدٍ أمينة.

وهذا الحال المربك الذي يعيشه النادي دفع بالجماهير إلى أن توجه لومها لرئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود حيث يرون أنه لم يقم بدوره في حسم قضية الرئاسة بالسرعة المطلوبة التي تحمي النادي وتصونه من التطورات غير المحسوبة.

ولأن فيصل بن تركي كان قد أبدى رغبة «مكتوبة ومكتومة» في الاستقالة مشروطة بوجود البديل، ولأن الأصوات المؤيدة له كانت ترد على كل من يطالب الرئيس بالاستقالة بعبارة «أين البديل» كحجة وذريعة لاستمرار فيصل بن تركي متربعا على كرسي الرئاسة، فإن المعلومات المؤكدة كشفت أن فريقا من أعضاء الشرف أجرى خلال الأسبوع المنصرم «مروحة» من الاتصالات والمشاورات انتهت إلى تحديد ليس بديلا واحدا بل اثنين، وبعد أن ظن الجميع أن حجة فيصل بن تركي للبقاء قد سقطت بإعلان البديل الجاهز لتسلم الرئاسة، كانت المفاجأة أن فيصل قام بمناورة يبدو أنه جرى الإعداد لها منذ بعض الوقت، فقد أعلن عن تمسكه بالكرسي مقرونا برصد 90 مليونا للموسم القادم بحسب ما نشرت صحيفة الرياضي الخميس الماضي، ودون الدخول في تفاصيل هذا المبلغ، من الواضح أن رئيس النصر يراهن على قدرته على السير بالنادي بالاعتماد على إيراداته الذاتية من الحقوق والإعلانات وبيع عقود بعض نجوم الفريق، ودون الحاجة لدعم أعضاء الشرف الذين قيل إنهم لن يدعموا إدارة يقودها فيصل بن تركي.

هذا الموقف من الرئيس أقل ما يوصف به هو أنه «إعلان تحدي» في مواجهة أعضاء الشرف والجماهير بل حتى بعض نجوم الفريق ممن يرون أن التغيير أصبح ضرورة.

بالطبع القصة لم تنته عند هذا الحد، والأيام القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت، وسط ضغط جماهيري صارخ في وسائل التواصل عبر أكثر من «هاشتاق» تطالب بالتغيير، دون أن تغيب عن المشهد أصوات المؤيدين لاستمرار وبقاء الرئيس فيصل بن تركي في رئاسة النادي، وإن كانت هذه الأصوات تعبر عن موقفها على استحياء، وتعتمد في طرحها لهجة أخلاقية تخاطب عواطف الجمهور لا عقولهم، فتتحدث عن الجحود والنكران الذي يجده الرئيس.