-A +A
عبدالرحمن العكيمي (تبوك)
ALOKEMEabdualrh@

حين يمر اسم تركي السديري عابرا لا بد أن تستفيق أحاديث وحكايات ومشاهد من داخل أروقة صاحبة الجلالة، يكفي أن تقول تركي السديري فيمر أمامك اسم قلعة صحفية عملاقة مثل صحيفة الرياض ومجلة اليمامة، وتمر أيضا ذاكرة عريضة فلاسمه الصحفي دلالات كثيرة على مستويات عدة.


ها هو بالأمس يرحل مودعا عالمنا المكتظ بالمتغيرات والأحداث، يرحل السديري محاطا بتجربة صحفية طويلة حافلة بالأحداث.

لم يكن يعلم الفتى الصغير ابن قرية «الغاط»، الذي كانت تحيط به تفاصيل البساطة والبؤس وسط ملامح تعب القرى وهموم البسطاء آنذاك، أنه سيكون هرما إعلاميا كبيرا ويحصل على لقب ملك الصحافة، ذلك اللقب الذي أطلقه عليه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

ولد تركي السديري في العام 1363هـ، تلقى تعليمه بالرياض، وبدأ العمل محررا، ثم تمت إعارته من وظيفته في وزارة الداخلية ليتفرغ للعمل الصحفي، حيث بدأ رحلة الكتابة والصحافة.

أشرف على عدد من الأقسام التحريرية في جريدة الرياض قبل أن يتولى رئاسة تحريرها عام 1394هـ، واستمر يبني مجد القلعة الصحفية ليستمر في قيادتها لمدة 41 عاما، مارس دوره التنويري ورسالته الوطنية الصادقة، وواجه خصوم التنوير والحداثة ورسم لصحيفة الرياض نهجا تحريريا جادا منفتحا على مسارات مضيئة، استكتب خلالها عددا من الأسماء المهمة والمؤثرة. وواجه تحديات كثيرة تجاوزها برؤية القائد وحسن العلاقة مع صاحب القرار.

اشتهرت زاويته «لقاء» وهو مقاله اليومي الذي يتطرق فيه للمشهد السياسي حينا والمشهد الاجتماعي حينا آخر. وهي الزاوية التي وصفت بأنها الأطول عمرا في تاريخ الصحافة السعودية حيث تجازوت 40 عاما، وهي حاضرة تصافح قراءها بقلمه الأصيل ولغته التلقائية. يحضر تركي السديري ككاتب وكرئيس تحرير وكمثقف وحفلت مسيرته بحوارات صحفية مؤثرة التقى فيها مع شخصيات سياسية ودبلوماسية بارزة

له مشاركاته الداخلية والخارجية والعديد من العضويات الصحفية.

اختير رئيساً للجنة التأسيسية لهيئة الصحفيين السعوديين في العام 2004، انتخب رئيساً لهيئة الصحفيين السعوديين ثم انتخب رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية عام 2005، ثم انتخب رئيساً لهيئة الصحفيين مرة أخرى عام 2008. وبعدها انتخب رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية عام 2009.

ويعترف (أبوعبدالله) وبكل بشجاعة أنه لم يقدم كل ما لديه في هيئة الصحفيين لانشغاله، ويقترح أن يتولى رئاسة الهيئة شخصا متفرغا وغير منشغل بوسيلة إعلامية.