-A +A
حمود أبو طالب
أيام قليلة وتنعقد قمة القمم في الرياض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والملك سلمان أولا، ثم قادة دول الخليج وبعض زعماء الدول العربية المحورية والإسلامية الكبرى. حدث استثنائي بامتياز ومناسبة غير مسبوقة في تأريخ العلاقات بين أمريكا والدول العربية والإسلامية تحققت بفعل الهندسة السياسية السعودية الذكية والحراك الدبلوماسي الاحترافي الذي تنفذه المملكة في مرحلتها الجديدة المزدحمة بتحولات مفصلية في كل المجالات لم يواكبها -للأسف الشديد- إعلام خارجي يليق بزخمها وتأثيرها الذي أسفر عن تغيير جذري للسياسة الغربية والأمريكية بالذات تجاه قضايا رئيسية هامة متعلقة بالأوضاع العربية والتحديات الخطيرة التي تمر بها المنطقة وكذلك الملفات ذات الصلة بالعالم الإسلامي.

طبيعي أن العالم كله سيتابع هذا الحدث عبر الوسائل الإعلامية العالمية بلغاتها المختلفة، ولكن لا بد للإعلام السعودي أن يكون حاضراً بقوة وبكل وسائله لإبراز هذا الحدث التأريخي وأهميته ونتائجه وانعكاساته على المستقبل بواسطة طرح احترافي يشمل كل تفاصيل العمل الإعلامي من خبر وتقرير وتحليل ومتابعة وحوار وقصة وقراءة مهنية بمعايير عالية تتجه إلى كل العالم بلغاته الرئيسية، وليس إلى الداخل فقط أو المحيط القريب عبر اللغة التقليدية التي اعتدنا عليها.


وزارة الإعلام يجب أن تنفض غبارها لتكون في مستوى هذا الحدث الاستثنائي فلديها الإمكانات الفنية التي تستطيع توظيفها بكوادر مهنية وخبيرة فنيا وإعلاميا من داخل الوزارة وخارجها، ووزارة الخارجية عليها دور مهم وإجباري أيضا عبر ذراعها الإعلامية بالتنسيق مع وزارة الإعلام لتقديم خطاب إعلامي متناسق وقوي ومؤثر يخدم كل ملفات المملكة الخارجية وقضاياها ومواقفها، وكذلك القضايا العربية والإسلامية. وفي ذات الوقت لابد من استثمار المناسبة لعقد لقاءات وحوارات مباشرة بين النخبة الإعلامية السعودية وقادة الرأي مع نظرائهم الذين سيرافقون الرئيس الأمريكي والقادة الآخرين العرب والمسلمين لتوضيح الالتباسات التي تكتنف بعض القضايا والمواقف والملفات التي تديرها المملكة منفردة أو بمشاركة الآخرين.

هذا الموضوع في غاية الأهمية ويجب أن تكون إدارته بأيدينا بدلا من أن نكون مستقبلين لإعلام خارجي يقدمنا كما يشاء حتى عندما تكون الأحداث في فنائنا الداخلي.