-A +A
عبده خال
الخبر الذي تناقلته الصحف (أو مواقع التواصل) عمّا قاله الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والتصحيح الذي أوردته رابطة العالم الإسلامي كلاهما يصب في حقيقة يجب احترامها..

فكما نطالب القادمين إلى بلداننا الإسلامية باحترام ديننا وعاداتنا وتقاليدنا والتقيد بها -بغض النظر عن ديانتهم- فيجب علينا نحن الراحلين إلى بلدانهم احترام ديانتهم ودساتيرهم حتى لو تعارضت مع ديننا.


فعندما صرح الدكتور محمد العيسى بأنه على المسلم احترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيش فيها، كما هو عهده عندما دخلها، وعليه المطالبة بخصوصيته كالحجاب وفق المتاح قانوناً، فإذا رُفض طلبه فعليه الالتزام بقرار الدولة فإن كان مضطراً بقي وله حالة الضرورة، وإلا فعليه مغادرة البلد واحترام عهده وميثاقه عندما دخلها.

هذا هو الرأي الصائب فإذا كانت دساتير تلك البلدان تمنع الحجاب أو الصلاة أو الأذان أو أي أمر يتعارض مع دينهم أو قوانينهم فعلى القادم الالتزام بما يسمح به والابتعاد عما لا يسمح به.

وأن يهيج بعض المسلمين لأن دولة من الدول منعت الحجاب فهو اعتراض غير واقعي لأننا نرفض أي ممارسة دينية أو سلوكية عند الغربي القادم إلينا، فلماذا لا نقبل بالوضع نفسه الذي نمارسه نحن؟

هذا اللغط والهياج على ما قاله الدكتور العيسى حدث على هامش ندوة عالمية عنوانها (تسامح الإسلام)، ونحن كمسلمين تفترق أفعالنا مع أقوالنا، ومن حضر تلك الندوة وسمع بغضب ملايين المسلمين من منع المرأة المسلمة من الحجاب (في دول أوروبية) لن يصدق كل ما يقال عن تسامح الدين الإسلامي، ولو أن أحد الغربيين حضر الندوة لن يصدق أنه لا توجد كنيسة في بلد من البلدان الإسلامية وهو يرى قيام المساجد في بلاده من غير غضاضة..

القضية ليست في الغضب أو التسامح، بل في الفهم... وعدم الفهم يجعلنا نطلق مثلنا الشعبي بكل أريحية: (كل يعيش بعقله)، بينما هذا المثل لا يصرف في بلدان تسير حياتها المعيشية بالقانون.