-A +A
عبده خال
كنت أطالع عناوين الصحف وقادني خبر عن افتتاح مشروع خيري لبناء مستشفى في إحدى المحافظات، ومع قراءة التفاصيل أصبت بخيبة أمل، إذ كان المشروع مشروعا استثماريا مساهما... وكان الجاذب للقراءة ندرة الأعمال الخيرية في بناء المرافق الضخمة كالمستشفيات والمدارس والأربطة، إذ إن هناك احتياجات عديدة يمكن أن تسهم أعمال البر في تغطيتها واستفادة المحتاجين من وجود هذه الأعمال..

ويبدو أن رجال الأعمال لدينا لهم مقياس محدد أو صورة محددة لفعل الخير، وبسبب هذا المقياس نجد أن أعمال الخير مركزة على بناء مسجد أو الإنفاق الخيري الذي لا يعلم المحتاج (كيف يصطاد سمكة)..


ومن المفترض تنوع أعمال البر مع تغير الزمن والحاجة، وأتذكر أنني دعيت إلى منتدى الشومان في الأردن لإلقاء محاضرة ثقافية، وهذا المنتدى هو عمل خيري تقدمت به مؤسسة عبدالحميد الشومان كمسؤولية اجتماعية تسهم في بناء الإنسان معرفيا، ولكي يواصل المنتدى أنشطته فقد خصص لصيانته 1% من دخل المؤسسة..

وفي بلادنا أسهم أبناء الشيخ حسن شربتلي في إقامة صرح نادي جدة الأدبي كمعونة لأدباء جدة، وهي مبادرة كان يجب التأكيد عليها ودعوة كبار رجال الأعمال في تنوع الأعمال الخيرية..

ويمكن استحضار الكثير من المشاريع الخيرية في العالم والتي تحولت إلى مقصد يؤمه أصحاب الحاجة وفق الخدمات المقدمة من تلك المشاريع..

وهناك مستشفيات خيرية متخصصة في الأمراض المستعصية والتي لا يقدر أصحابها على دفع تكاليف العلاج كإنشاء مستشفى للأمراض السرطانية أو أمراض القلب والكبد أو غسيل الكلى، ثم تدار بإدارات تستطيع تحصيل صيانتها وتشغيلها من قبل محسنين ومتطوعين حتى لو دفع كل مواطن ريالا واحدا سوف تعمل هذه المستشفيات وتحقق نتائج مبهرة.

ولأن بعض رجال الأعمال لا ينظر إلا إلى الربح فأعمال البر أيضا تجارة وربحها مضمون، فعندما يرحل رجل الأعمال سيجد أن أرباحه سبقته.