-A +A
حمود أبو طالب
في زمن الخيبات والانكسار والضعف تضيف الرياض اليوم مجداً جديداً لها، وتضيء نوراً في نفق معتم يسير فيه العرب والمسلمون بعدما تشتت شملهم وتناهبتهم العوادي التي صنعوا بعضها بأيديهم وتركوا للآخرين البقية ليصبحوا منقادين إلى المجهول، يتحكم الغير بمقدراتهم ومصائرهم، ويضيف إليهم ما شاء من اتهامات لتكون مسوغاً لمزيد من الضعف وقلة الحيلة.

كان بإمكان الرياض أن تهتم بمصالحها الخاصة وتكرس كل جهودها وإمكاناتها لخدمتها وحدها فقط، لكنها لم تفعل ذلك لأن تاريخها لم يكن كذلك منذ قيام الدولة السعودية الحديثة، فحتى عندما كانت في طور التأسيس ومحدودية الإمكانات كانت قضايا العرب والمسلمين لا تقل أهمية لديها عن قضاياها الخاصة، لهذا عملت دبلوماسيتها باقتدار خلال الفترة الماضية، فترة الحزم والعزم والحسم، كي تصنع الحدث التاريخي الذي يتم اليوم ويراقبه العالم بأسره ويرصد تفاصيله، الحدث الذي تجتمع فيه زعامات العرب والمسلمين مع القطب الأقوى في العالم الذي شابت علاقته بهم كثير من المشاكل، في مرحلة يعصف بها الإرهاب والفوضى واختلال المعايير والكوارث الإنسانية غير المسبوقة.


الرياض هذا اليوم تؤكد أن العزم عندما يكون مبدأ وقناعة وإرادة فإن تحقيقه ممكن، وأن النوايا عندما تكون صافية ونزيهة ومخلصة فإن تحويلها إلى واقع ليس مستحيلا. اليوم يلتئم شمل ممثلي ٥٦ دولة عربية ومسلمة مع الرئيس الأمريكي الجديد لفتح الملفات الحساسة والقضايا الحرجة للوصول إلى حلول عقلانية تجنب العالم المزيد من التوتر.

الذي يرى الرياض اليوم يرى فيها شعلة الضوء الذي يمكن أن يهتدي به الآخرون للوصول إلى مستقبل أفضل مما هم فيه.