-A +A
عبده خال
ما الذي ستقوله أخبار العالم عن زيارة ترمب للسعودية؟

هذا السؤال منفردا يمكن أن تنهض عليه عشرات الحوارات وعشرات السيناريوهات لما يمكن استنتاجه لهذه الزيارة إلا أن أهم ملمح التأكيد أن المملكة دولة رئيسة ومحرك فعال في عدة دوائر سواء كانت دولية أو إقليمية أو عربية أو إسلامية، وفي كل دائرة من تلك الدوائر تظهر أهمية الموقف السعودي لجميع المشاركين في القضايا الدولية، أما أن تكون المملكة هي المحطة الأولى للرئيس ترمب دون غيرها من بقية دول العالم فإن ذلك يعطي الدلالة الأكيدة على هذه الأهمية، أهمية الموقف السياسي من قضايا المنطقة وأهمية اقتصادية استثمارية للطرفين السعودي والأمريكي، والزيارة تبرز أهمية الموقف السعودي من الإرهاب الدولي كونها أول دولة اكتوت بهذه النار واكتسبت ريادة في مكافحة وحش الإرهاب وقص مخالبه حتى غدت تلك التجربة استلهاما يحذو إليه العالم لمحاربة الآفة التي قرضت العالم من خلال الفعل الإرهابي.


وإذا كانت السعودية هي المحطة الأولى للرئيس ترمب فيمكن إعطاء عنوان كبير بأن العلاقات السعودية الأمريكية استعادت قوتها وتوهجها مجلية ما ران على العلاقتين من أقاويل كانت تسعى إلى إشاعة عدم التفاهم أو التنسيق بين الدولتين، ولهذا تكون الزيارة مبطلة لكل ما قيل (على مستوى المواقف السياسية السعودية الأمريكية) وإضافة لذلك فإن زيارة ترمب سوف تحفل بالتواقيع على عدة اتفاقيات تعيد لحمة الصداقة بين البلدين سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأمنيا، وهذه الروابط تخلق تعاونا متينا لا ينفصم بسبب تعدد تلك الروابط، وهذا الأمر يجعل بلادنا سندا لإرساء الأمن في المنطقة وفي العالم العربي الذي تهاوى كثيرا ولم يعد من قوة عربية قادرة على صياغة هدف أمني يحل في المنطقة سوى السعودية مع أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي يضاف لهم مصر..

أما الجانب الاقتصادي والاتفاقيات التي ستحدث فتعطي إشارة واضحة لقوة الاقتصاد السعودي خاصة بعدما شكك الأعداء بأننا في مأزق اقتصادي سيؤدي إلى ضياع الهيبة السعودية، فإذا كانت الاتفاقيات التي سوف توقع بمئات المليارات فهي تأكيد واعتراف دولي بقوة الاقتصاد السعودي والاعتماد عليه كمحرك لأي دولة تقيم اتفاقيات اقتصادية تعود بالفائدة على الطرفين..

وإذا كان الرئيس ترمب سوف يلقي خطابا أمام قادة العالم الإسلامي فإن اختياره للسعودية كمكان يعطي إشارات، أهمها الاعتراف أن المملكة هي قبلة العالم الإسلامي كونها راعية للحرمين ومسموعة الكلمة بين الدول الإسلامية والعربية.

وإذا كان الرئيس ترمب سوف يركز على أن «الحاجة لمواجهة الأيديولوجية المتطرفة وآماله بانتشار رؤية سلمية للإسلام في جميع أنحاء العالم»، فهو الهدف نفسه للسعودية وبقية الدول الإسلامية وتصبح تصفية الدين الإسلامي مما علق به من تشوهات بعض المنتمين إليه هي نفس الهدف الذي ناضلت السعودية كثيرا لتبعد تهمة الإرهاب عن الإسلام.