-A +A
عيسى الحليان
لأن كل العالم يتحدث اليوم عن أهمية هذه الزيارة للمملكة، فإني سوف أتناول زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة من زاوية أخرى لمحتها في قراءاتي على تعليقات وسائل الإعلام العربية والأجنبية، ولأن هذه الزيارة لم تكن عادية بكل المقاييس، ولأن الجميع يعول عليها بأنها سوف تغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وتشكل علامة فارقة في كل قضايا المنطقة، فهي بذلك قد شكلت أنبوب اختبار للإعلام العربي تحديدا والذي أظهر من جديد أنه لايزال يعاني من «الجرب السياسي».

ظهرت الغيرة لدى دول عربية، وبانت هذه الغيرة السياسية بشكل طفا على السطح من خلال أقلام كتابها وتعليقات صحفها وإن كانت تعليقات مكتومة إلى أقصى حد ممكن، كما ظهر الحقد السياسي لدى جملة من الأحزاب والتيارات السياسية التي كانت تتربص بالمملكة على مدى عقود طويلة.


الحدث لم يكن طبيعيا فظهر ما كان في النفوس، فالزيارة ليست زيارة عابرة أو مسألة اجتماعات بروتوكولية، وإنما تحمل في طياتها بذور التغيير وتؤسس لمرحلة سياسية جديدة سوف تظهر آثارها لاحقا. «القوميون» العرب على سبيل المثال عادوا إلى الظهور من خلال أحزابهم وصحفهم ومنابرهم وأقلامهم ودكاكينهم القديمة، وبثوا مقالات مسمومة عن المملكة التي مازالوا يعتقدون أنها احتلت مكانة لا تستحقها لمجرد أنهم كانوا لا يتوقعون ذلك، وأن هذا الحدث بالذات قد يغير من موازين القوى وخريطة التحالفات في المنطقة.

كذلك عاد الإسلامويون السياسيون بكل أحزابهم وطوائفهم المؤدلجة محاولين التشويش على مكتسبات هذه الزيارة وإخراجها عن أهدافها قبل أن تبدأ.. لكن هيهات، عاد أيضا بعض الإخوة الأقربين الذين يغمزون مما يرونه محاولة لتضخيمها وتوظيفها مع وجود من يقوم نيابة عنهم في هذه المهمة..

شكراً مستر ترمب..