-A +A
سعيد السريحي
القضية التي شغلت وسائل التواصل الاجتماعي وعرفت بقضية سيدة الطلاسم السحرية تمثل فضيحة بكل المقاييس، والرجل الذي لم يتورع عن تصوير تلك السيدة ونشر ذلك المقطع لم يرتكب مخالفة التشهير التي ينبغي أن يحاسب عليها فحسب، بل تسبب في كشف ما يتصف به الكثيرون في مجتمعنا للأسف من غياب للوعي، إذ راحوا يتداولون ذلك المقطع، مطالبين بإنزال أشد العقوبة بتلك «الساحرة» ولم يخف كثيرون منهم رعبهم وخوفهم من خطر تلك الساحرة ومن يتعاون معها وتأثيرهم على مقدرات الناس ومصائرهم.

تداول ذلك المقطع وتصديق ما جاء فيه لا ينم إلا عن عجز عن التفكير وسوء استخدام للعقل، والمؤسف أن تصبح التقنية التي هي خلاصة العلم وسيلة لتطاول الجهل وإشاعة الخرافة وإثارة الفزع غير المبرر.


وإذا لم يكن لنا أن ننكر حقيقة السحر فإن قليلا من التفكير من شأنه أن يحول بيننا وبين هذا الفهم السطحي للسحر بحيث يصبح عملا تتقنه الخادمات حينا، وتحمله امرأة إلى مكتبة في ذاكرة لكي تنسخ منه ما تشاء من النسخ، للسحر حقيقته غير أن للسذاجة واقعها الذي يجعل الكثيرين منا لا يترددون في تصديق ما يقال دون تفكير أو تروٍ.

للسحر حقيقته غير أن علينا أن نعي أن هناك من يعمل على استغفال المجتمع وإثارة الرعب فيه وتخويفه من كل شيء كي يجعل من نفسه بعد ذلك المنقذ لهذا المجتمع من فتك الساحرات وكيد الخادمات.

تداول المجتمع مقطع سيدة الطلاسم مصدقا ما جاء فيه ثم لم تلبث الحقائق أن اتضحت ويطلق سراح تلك السيدة بعد أن تبين أن محتويات تلك الذاكرة محاضرة علمية عن التداوي بالطاقة، وإذا كان من حق تلك السيدة أن تقاضي من صورها ونشر ذلك المقطع فمن حقها أن تقاضي كل من باع عقله وصدق أنها ساحرة.