-A +A
عبده خال
نشطت الآلة الإعلامية المعادية في شن حملات تشكيك على بلادنا، وتحويل زيارة ترمب إلى منصة إطلاق لكل ما هو عدائي، وسبق أن كتبت أن المملكة بين رحى العداء ومكنة التفوق.

وهما خصلتان تجلبان لك الأعداء من كل جهة.


بهذه الوضعية يمكن استيعاب كل ما يحاك ضد المملكة.

فالعدو لا يحتاج لأي براهين على صدقك ونزاهتك، والحاسد لا يفرح بأي نجاح تحققه، ويسعى إلى تهشيم كل إنجازاتك؛ لذلك علينا التمسك بكل نجاحاتنا والمفاخرة بها إزاء أي تشكيك صادر من دول أو أفراد.

فالحملات الكاذبة عن المملكة لا تقف عند دولة أو أفراد، إذ إن التفوق مجلبة للحسد والعداء أيضا.

وكم هي الحملات الضارية التي تشن على المملكة، ومع ظهورها وتناقلها تكتسب الانتشار لوجود عجلة إعلامية ضخمة تسوق لتلك الأكاذيب إلا أنها تتلاشى أمام الحقيقة.

وأمام العدو يصبح كل إنجاز مثلبا، وكل تفوق تراجعا، وزيارة ترمب تحولت عند الأعداء على أنها استلاب لمقدرات البلد، وتوجيه السياسة الداخلية، واستخدام المملكة لتوجيه العالم الإسلامي، هذه التهم هي فلاشات تنطلق من هنا أو هناك للتأثير على بلادنا كقوة سياسية وقوة اقتصادية، ولأننا نعيش في زمن الإعلام تكون الكفة راجحة لكل من يدير العجلة الإعلامية الضخمة في نصرة قضاياه الوطنية، وتسويق نجاحاته بحرفية الإعلامي الحذق الذي لا يقدم مادة إعلامية باردة.

ومشكلتنا الإعلامية المحلية لم تستطع دفع الأكاذيب من خلال المواجهة المباشرة، كما أنها لم تستثمر وقوف الهيئات والمراكز الإسلامية مع قضايانا، وإن قدمتها يكون التقديم فجا لا يرتهن للوسائل المباشرة.

وأكاد أجزم أن مشكلة البلد في دفع الأكاذيب يكمن في ضعف العجلة الإعلامية الحاذقة القادرة على تقديم الحقائق بصورة ذكية، فكل حاقد وعدو تستطيع كشفه أمام نفسه وأمام الآخرين متى ما استطعت تمكين الآخرين من التقاط الصورة من زاويتك أو من زاوية الحقيقة.

في زمن الإعلام لا يكفي أن تنجح بل تحتاج إلى من يسوق هذا النجاح، فإذا كان الخبر الملفت (إنسان عض كلبا) فالتسويق الملفت عرض الكلب المعضوض.

وللأسف أن إعلامنا لم ينجح كما يجب في مواجهة الأكاذيب، ولم يكشف قوة التلاحم بين الأهداف السياسية والاقتصادية وبين أهداف الدولة في مواصلة نموها على المستوى الدولي والإقليمي.