-A +A
خالد السليمان
في جميع الانتخابات الرئاسية و البرلمانية التي جرت في إيران منذ قيام الجمهورية الثورية، كان الإيرانيون في الحقيقة ينتخبون المرشد الإيراني أيا كانت نتيجة التصويت !

ففي إيران يملك المرشد جميع خيوط السلطة ويمكنه أن يوجه سياسات الحكومة بأي اتجاه يريده، بل إنه يملك سلطة عزل الرئيس المنتخب و حكومته ويملك كل أدوات رسم أدوار المؤسسات الرسمية!


هذه السلطة المطلقة التي صممت ليكون قائد الثورة آية الله الخميني الحاكم المتفرد في النظام الإيراني استمرت مع خلفه، وإن كانت مع الخلف سلطة تمثل الحرس الثوري الحاكم الحقيقي في إيران !

لذلك لم يهتم كثيرون بنتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فأخف المرشحين غلوّا وأكثرهم إبرازا لصورته المعتدلة والإصلاحية «روحاني» شهدت فترة رئاسته الأولى أشد أنوع القمع الداخلي وارتكاب جرائم الإبادة الخارجية في العراق و سورية، و أسوأ مراحل العلاقات مع دول الجوار والتدخل في شؤون الآخرين، وبالتالي فإن أي تغيير في إيران لم يكن للأحسن كما أن بقاء روحاني لم يكن ليغير الواقع السيء أصلا !

ستستمر السياسة الإيرانية العدوانية مع روحاني وغيره فهي منهج النظام وعقيدة الثورة، وسيتحتم على دول الخليج أن تعزز تنسيقها لمواجهة السياسات الإيرانية التي تستهدف أمنها واستقرارها، وأن تقف بكل ثبات مع المملكة العربية السعودية التي حملت لواء التصدي للمشروع الإيراني الإقليمي و باتت خط الدفاع الأخير عن عروبة المنطقة !