-A +A
«عكاظ» (عمّان)
OKAZ_online@

فوز روحاني بولاية ثانية كان مجرد «مسرحية» إيرانية، قابلتها ردود فعل دولية هي ذاتها التي ظهرت في الولاية الأولى، باستثناء اختلاف الموقف الأمريكي هذه المرة. فردود الأفعال الدولية المهنئة بفوز روحاني بولاية ثانية أمام منافسه إبراهيم رئيسي صدرت من الاتحاد الأوروبي وروسيا وفرنسا وبريطانيا ونظام الأسد.


الولايات المتحدة وحدها التي لم تقدم تهنئة لروحاني، بل وجهت له رسالة واضحة أصرت على أن تصدرها من الرياض، مطالبة إياه أن يبدأ عملية تفكيك شبكة إيران الإرهابية، ووضع حد نهائي لاختبارات الصواريخ الباليستية.

روحاني ليس رئيسا إيرانيا مختلفا فهو «عاطل عن العمل»، وبلا فائدة لأنه بلا سلطة حقيقية ويتحرك بتعليمات من الحرس الثوري، فإيران في عهده وسعت دائرة نفوذها في المنطقة العربية إلى أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء)، وتسعى لإيجاد موطىء قدم لها في عواصم أخرى.

ورغم ادعاءات نظام الملالي بتمدد المشروع الفارسي، إلا أن طهران عمليا لا تزال تراوح مكان الخاسر بعد أن خسرت ثلثي العراق لصالح «الطائفية»، وأكثر من نصف سورية لصالح «الفوضى»، وبيروت توشك على أن تتحول إلى ساحة جديدة محتملة للمواجهة بين الجيش اللبناني وميليشيا «حزب الله»، فيما دفعت مغامرة الحوثيين في اليمن المنطقة إلى حرب طائفية ومذهبية مميتة.

اختيار روحاني لولاية ثانية يعني ببساطة أن إيران لن تتراجع عن سياستها في المنطقة ولن تغير من برنامجها الطائفي المصدر والراعي للإرهاب، فرغم أن روحاني لا يملك القرار، لأنه ليس أكثر من واجهة سياسية أمام العالم بأنه الرئيس المنتخب «ديموقراطيا»، وهي لعبة للأسف تنطلي على العديد من العواصم الغربية، لكنها في النهاية ستكون لعبة غير مكتملة، لأن الحقائق على الأرض تكذب الدعاية الإيرانية وهذا ما سيكتشفه الغرب بعد فترة من ولاية روحاني الثانية، وهو الأمر الذي سيعيد خلط الأوراق من جديد، إذ سيجد الاتحاد الأوروبي لزاما عليه اللحاق بالموقف الأمريكي تجاه إيران.