-A +A
خالد الجارالله (جدة)
kjarallah@

مرة تلو أخرى، تسقط الأقنعة المهترئة عن وجوه المأزومين والمتلونين، الذين تبرهن الأيام أنهم مايفتأون في اقتناص الفرص التي تتاح لهم، لتمرير إساءاتهم وبث أحقادهم عبر أشكال مختلفة وعلى عدة هيئات تفضح ضحالة أفكارهم وبجاحة أساليبهم وقصر رؤاهم القاصرة المتناقضة. سقط القناع عن القناع، ولم يعد من شك أن هذا الطيف المأزوم الذي ضاره وئام العرب واستفزه الثقل السياسي السعودي والمكانة العالمية للمملكة، لم يجد من وسيلة يواري فيها حنقه وحقده على كل ذلك، إلا محاولات تعيسة يبثها عبر إعلام منتفع انتهازي رأس ماله اللطم والعويل والكذب، بغية النيل من نجاح القمم العالمية الثلاث التي رعتها المملكة وصوبت أنظار العالم أجمعه إلى الرياض عاصمة السلام وموئل الوحدة الإسلامية.


فالمكانة الرفيعة التي تحظى بها السعودية بصفتها راعية للإسلام والسلام، وتصديها للقضايا الكبرى لتوحيد الصف ورأب الصدع وحصانة العلاقات الإسلامية العالمية، وبذلها الأموال والأرواح والمواقف من أجل ذلك، لا تروق بطبيعة الحال للحاقدين الباحثين عن مصالحهم الشخصية، والمتنفعين من الأزمات والخلافات والمواقف المتابينة، إذ أنهم لايتورعون حتى في المنافحة عن جماعة إرهابية هنا والتصفيق لأخرى هنا، طالما أن ذلك يتماهى مع انتفاعهم ومصالحهم الشخصية، مهما تعارضت مع مصالح أوطانهم وقضايا أمتهم.

انبرت زمرة الإعلام الغوغائي و «الإخونجي» وأشباههما في اليومين الماضيين، لكيل الأكاذيب وبث الشائعات والترويج لها، وحين سقطت سريعا وافتضح زيفهم كرسوا جهودهم للنيل من حفاوة السعوديين بضيوفهم وتقدير ضيوفهم لهم، وذاك ديدنهم حين يضيق بهم الحال ويجثم الصدق على صدورهم، ويصبح ما يلفظونه أو يغردون به مثار سخرية من حولهم ومحل استنكار كل عاقل ولبيب. مواقف السعودية والسعوديين من القضايا العربية والإسلامية ثابتة وراسخة، ولم تغيرها الظروف والأحداث ولا الأزمات، كما تتغير مواقفهم بتغير مصالحهم.