أحمد جزار
أحمد جزار
-A +A
«عكاظ» (الرياض)
okaz_economy@

أكد رئيس شركة بوينغ في السعودية المهندس أحمد جزار أن بوينغ تواصل التزامها الراسخ تجاه المملكة، بتعزيز مهارات ريادة الأعمال والقيادة لدى الشباب السعودي من خلال عقد الشراكات مع المؤسسات التعليمية الرائدة في المملكة.


وبين في حواره أن بوينغ تنفذ بعض برامج شركات التوازن الاقتصادي في مجالات متنوعة لتأهيل الشباب السعودي وتدريبهم لسوق العمل.

وأوضح أن الشركة تسعى جاهدة لتوفير بشكل دائم المزيج الصحيح من المنتجات والخدمات والمعرفة التقنية لدعم السعودية في تحقيق طموحاتها. وأوضح أن الشركة ملتزمة تماما بنقل المعرفة والتقنية وتوسعة القاعدة التقنية للمملكة في مجالات متنوعة وتأهيل الشباب السعودي وتدريبهم على تقنيات العصر. ولفت إلى أهمية الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة، وما تبعها من قمم عربية ـ إسلامية ـ أمريكية، تنعكس إيجابيا على الدولتين في العديد من المجالات مثل العلاقات الاقتصادية، كما أنها تبرز ثقل الدور السعودي في المنطقة العربية والدور الكبير الذي تقوم به في مكافحة الإرهاب، وإلى تفاصيل الحوار:

•كيف ستعزز بوينغ أدوارها من خلال رؤية 2030؟

•• في هذا الإطار من تمتين العلاقات الثنائية والإقليمية، ستتعزز أدوار بوينغ السعودية، وإسهامات الشركة عن طريق التنمية، والابتكار، والاستثمار في القدرات المحلية، وكل ذلك من شأنه أن يصب في تحقيق رؤية المملكة 2030.

والمملكة كقوة اقتصادية وسياسية تحظى بتأثير كبير على المستوى الإقليمي، وهي تواصل اليوم مسيرتها نحو التقدم والنمو؛ بفضل رؤياها وإستراتيجياتها التي تجمع بين استخدام الموارد الطبيعية والتنويع الاقتصادي، كما أن السعودية اليوم تتبوأ مكانة بارزة في قطاع الطيران، والدفاع بمنطقة الشرق الأوسط، وقطعت شوطا كبيرا في هذا المجال على مدى أكثر من سبعة عقود.

• كيف بدأ التعاون بين السعودية وبوينغ؟

•• كانت البداية عام 1945، عندما التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الملك عبدالعزيز آل سعود، وأثناء هذا اللقاء التاريخي قدم الرئيس الأمريكي طائرة من طراز DC-3 داكوتا لجلالة الملك عبدالعزيز، فكانت هذه الخطوة بداية العلاقة بين بوينغ والسعودية، وبداية نشأة قطاع الطيران المدني في المملكة.

ومنذ ذلك الحين أكدت شركة بوينغ التزامها تجاه السوق السعودية، إذ أسست العديد من الشراكات الراسخة مع الجهات والمؤسسات المتخصصة في قطاع الطيران المدني والدفاعي، فضلاً عن تعاونها مع القطاعات المختلفة.

• ما المقصود بـ«مئوية» بوينغ؟

•• يعود تأسيس شركة بوينغ في الولايات المتحدة إلى 15 يوليو 1916، ومنذ بداياتها كشركة لبناء الطائرات المصنوعة من الخشب والأقمشة في مرفأ بمدينة سياتل، أصبحت أحد أكبر الشركات في العالم في مجال صناعات الطيران وأنظمة الأمن والفضاء.

واحتفلت الشركة في يوليو 2016 بمرور 100 عام على تأسيسها. وتمثل بوينغ اليوم عدداً من الشركات الكبرى التي اندمجت خلال العقد الماضي.

ويعمل لدى الشركة التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها، أكثر من 160 ألف موظف يتوزعون في الولايات المتحدة وفي أكثر من 65 دولة أخرى.

وفي عام 1982، أكدت «بوينغ» مجدداً أهمية المملكة بالنسبة لها، عندما استطاعت شركة بوينغ أن تبرهن عن ذلك من خلال تأسيس شركة «بوينغ الشرق الأوسط المحدودة» في الرياض عام 1982، وهي خطوة أسهمت بترسيخ حضورها في شتى أرجاء المملكة. وفي عام 2006، أسست بوينغ شركة بوينغ السعودية لتعكس النطاق الواسع لنشاطاتها في المملكة، التي تتمثل في دعم الأهداف الوطنية للسعودية.

وحصلت على ثلاثة تراخيص استثمارية في 2010 لتوسيع نطاق عملياتها وتنفيذ مشاريع وأعمال جديدة في المملكة.

وفي عام 2013 تغيير الاسم إلى شركة بوينغ السعودية لتعكس النطاق الواسع لنشاطات بوينج من خلال دعم الأهداف الوطنية للمملكة.

إلى ذلك من التطورات التي شهدتها علاقة شركة بوينغ بالمملكة، أنه في شهر يوليو من عام 2005، عينت رئيسا للشركة في السعودية لأشرف على إدارة عمليات بوينغ في المملكة.

توظيف الخريجين وتطوير المهارات

• ماذا عن خطط بوينغ لدعم خطط السعودية في توفير فرص العمل؟

•• لشركة بوينغ إسهاماتها في دعم خطط الدولة في إعداد الشباب السعودي لسوق العمل، ففي 2014 قامت الشركة بتوظيف عدد من الطلاب لبرنامجها الخاص بتوظيف الخريجين السعوديين، الذي يوفر فرصة تطوير مهاراتهم في مجالات مهنية مختلفة، تشمل التصنيع، والهندسة، وخدمات الدعم المساندة، والتدرب في وحدة أعمال بوينغ للطائرات العسكرية، من خلال العمل لمدة عام في مقرات الشركة بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفي أغسطس 2015، وقعت بوينغ وشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران وشركة السلام للطائرات اتفاقية شراكة لتأسيس وإنشاء الشركة السعودية لمساندة الطائرات العمودية بالمملكة في الرياض وجدّة.

وتوفر هذه الشراكة فرص عمل مستديمة للشباب السعودي، وتسهم في تنمية المهارات التقنية والفنية ودعم الكفاءات الوطنية في مجال صناعة الطيران العمودي.

وفي فبراير 2016، قامت الشركة برعاية عدد من التنفيذيين من جامعة الفيصل في برنامج القيادة والإدارة بمركز بوينغ لإعداد القادة في مدينة ساينت لويس.

وفي أغسطس 2016، نظمت بوينغ بالشراكة مع أرامكو السعودية ورشة عمل تهدف إلى دعم قطاع الطيران في المملكة، وفي ديسمبر 2016 رعت المؤتمر والمعرض التقني الثامن الذي أقامته المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

وإلى جانب حضور الشركة في ميادين الاقتصاد والتصنيع والمعرفة فإن شركة بوينغ تولي اهتماما كبيرا للمشاركة المجتمعية إدراكا منها لأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها التنموي، وتطلق الشركة سلسلة من المبادرات وبرامج التطوير والتثقيف المستمر من خلال توفير وتنفيذ برامج متعددة تهدف إلى المشاركة في ازدهار المملكة، وتقدم الدعم للمنظمات الخيرية.

تطور تاريخي وتعاون مستدام

• كيف تطور التعاون بين السعودية وبوينغ من نقل الركاب إلى الطيران التجاري والعسكري؟

•• علاقة بوينغ بالطائرات التجارية في المملكة بدأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عند استخدام المملكة طائرات بوينج DC-3 لنقل الركاب والحمولات بين جدة والرياض والظهران. وبعد نجاح هذه المبادرة أصدر الملك عبدالعزيز أوامره بشراء طائرتين أخريين من طراز DC-3، لتدخل المملكة عالم الطيران المدني. وشكلت الطائرة DC-3 أساس الخطوط الجوية العربية السعودية في ذلك الحين.

وفي عام 1961، دخلت المملكة مرحلة جديدة من تاريخ طيرانها المدني، حين استلمت الخطوط السعودية طائرة من طراز بوينج 707، لتدخل بذلك عصر الطيران النفاث، وتصبح أولى شركات الطيران في الشرق الأوسط التي تقوم بتشغيل طائرات نفاثة. وفي الشق الدفاعي تربط بوينغ علاقة قوية بمختلف الأجهزة المحلية، فلقد ساهمت الشركة بفضل رؤية الحكومة الرشيدة بجعل المملكة قوة دفاعية متفوقة عالميا، وذلك من خلال تزويدها بالطائرات المقاتلة والطائرات العمودية وطائرات الإنذار المبكر، ومتمثلة بطائرات الإنذار المبكر «الأواكس»، والمقاتلة «إف 15» بجميع فئاتها ومروحية «الأباتشي»، والعديد من المنتجات العسكرية الأخرى.

برامج بوينغ للشباب السعودي

• هل توجد لدى بوينغ خطط بشأن تأهيل الشباب السعودي ونقل التقنية للمملكة؟

•• بطبيعة الحال، تتجاوز العلاقة بين بوينغ والمملكة ميادين توفير المنتجات والخدمات، إذ إن بوينغ ملتزمة تماما بنقل المعرفة والتقنية وتوسعة القاعدة التقنية للمملكة في مجالات متنوعة وتأهيل الشباب السعودي وتدريبهم على تقنيات العصر، وكجزء من مبادراتها المختلفة في هذا المجال قامت بوينغ بالاشتراك مع شركائها المحليين، بتنفيذ وإنشاء بعض برامج شركات التوازن الاقتصادي مثل شركة السلام لصناعة الطيران، وشركة الإلكترونيات المتقدمة، وشركة المعدات المكملة للطائرات المحدودة، والشركة الدولية لهندسة النظم.

وتؤكد بوينغ مواصلة التزامها الراسخ تجاه المملكة، بتعزيز مهارات ريادة الأعمال والقيادة لدى الشباب السعودي من خلال عقد الشراكات مع المؤسسات التعليمية الرائدة في المملكة، وتسعى الشركة جاهدة لتوفير بشكل دائم المزيج الصحيح من المنتجات والخدمات والمعرفة التقنية لدعم المملكة في تحقيق طموحاتها.

وفي هذا الإطار شاركت بوينغ في عام 2001، في تأسيس جامعة الفيصل، وفي عام 2009 أصبحت عضوا في برنامج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للتعاون الصناعي، الذي يهدف إلى تسهيل التعاون الصناعي على المستويين المحلي والدولي.

وضمن هذه الشراكة تقوم بعقد شراكات مع أكاديميين وطلاب جامعات لدعم مبادرات البحوث والتطوير.

وطرحت الشركة مبادرة باسم برنامج زمالة بوينغ للسعودية، ورعت عددا من دارسي الماجستير في مجال إدارة الأعمال وتنمية مهاراتهم القيادية، تحت برنامج القيادات الناشئة السعودي.

وفي عام 2014، دشنت مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مكتبا خاصا للأبحاث والتكنولوجيا بهدف تطوير تقنيات الطيران والفضاء ودعم مساعي المملكة الرامية إلى بناء برامج وخبرات قائمة على المعرفة، وفي عام 2016 تم تجديد هذه الشراكة الإستراتيجية. وأقامت الشركة مركز دعم اتخاذ القرار بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة لإجراء الدراسات، باستخدام القدرات الفائقة للتشبيه الرقمي والوسائل المتقدمة للمحاكاة لفهم وتصور أسرع وأدق من خلال توفير بيئة نموذجية ومحاكاة للواقع الحقيقي.

وفي نوفمبر 2014، قامت بوينغ بدعوة عدد من طلاب الجامعات السعودية للانضمام للقمة التي أقامتها في أبوظبي، تحت عنوان قمة الابتكار. وركز موضوع القمة على التحديات العالمية التي تواجه جيل الابتكار، إضافة إلى مناقشة الحلول التي تساعد على تحويل التحديات إلى نجاحات مستقبلية.

كما أن الشركة تسهم بصورة فاعلة في دعم خطط المملكة في إعداد جيل الشباب من المبتكرين من خلال عدد من المبادرات والمحاضرات التي تنظمها في الجامعات والمراكز العلمية.