-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة)
hnjrani@

لم تكن قمم الرياض عادية، بل كانت استثنائية، لا سيما وأن مهندسها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عقب زيارة قام بها قبل أشهر للولايات المتحدة الأمريكية، وتمخضت هذه الزيارة عن شراكة إستراتيجية بين الرياض وواشنطن، لم ترق لملالي طهران ومن دار في فلكهم، بل كانت القمم الثلاث ضربة قاسية للمشروع الفارسي في المنطقة، وأثبت النجاح السعودي بأنه كان ولا يزال قاهرا لهذا التمدد الفارسي.


التضليل والتحريض والتدخل لم تعد مقتصرة على إعلامي أو صحفي أو كاتب بل تعدته إلى تغريدة لنائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك الذي وصف صفقات التسليح المشتركة بين السعودية وأمريكا على مدى السنوات العشر المقبلة والتي تبلغ تكلفتها 350 مليار دولار، بأن العالم سيكون «مكاناً آمناً، إذا أمكننا إنفاق جزء من مبلغ الصفقات على تقليل الفقر، والتعليم، وتعزيز مكانة المرأة».

وأثارت هذه التغريدة استنكاراً واسعاً مما دعا نائب رئيس الوزراء التركي لحذف التغريدة، ولم يقتصر التضليل ومحاولة تشويش الزيارة على شيمشك بل تعداه لمذيع قناة الجزيرة أحمد منصور الذي بدوره ترك الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وركز على ابنة ترمب ليعود لاحقا ويعتذر عن تغريدته، وطال هذا التشويش القسم العربي بقناة DW الألمانية التي همشت من الدور السعودي والقمم الثلاث لتلقى هي الأخرى استنكاراً بين المغردين السعوديين.

من جهته، قال الأكاديمي المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسن الذبياني إن ثمة جهات يهمها التشكيك في كل نجاح يتحقق، وعلى المجتمع السعودي مساندة قيادته، موضحا أن ما يقوم به المرجفون وتنقله الأبواق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها يعتبر عامل هدم وتدمير لهم قبل أن يصل إلى تدمير المجتمع نظراً لتماسك المجتمع السعودي والتفافه حول قيادته.

وأكد الذيياني أن المجتمع السعودي «مجتمع وفاء خصوصا لقادته، والمواقف الكثيرة تدلل على ذلك بكل وضوح، لكن يظل كل من بقلبه مرض يتحين الفرص للطعن والتشكيك كمنهج يتبعه بكل موقف، والجميل في ذلك أن كل من سلك هذا الدرب عاد يجر ذيل خيبة الأمل والخزي، وأن هذا التشكيك والاصطياد في الماء العكر أصبح مكشوفاً ومفضوحاً، لا سيما أن المجتمع أصبح واعيا بكل ما يدور بالساحة الدولية والسياسية». وعد الذبياني المدارس والجامعات والمعاهد بشتى أشكالها، «من أهم وأكبر المنابر التي لا بد أن يتم من خلالها التوعية بهذا الخطر، هي الأماكن التي نغذي بها عقول الشباب». وأشار المتخصص في علوم الحاسب الآلي الدكتور محمد فارسي إلى آلية تقنية يمتلكها من اعتبرهم «جهات أجنبية مضللة»، موضحاً أنها تعمل على التشكيك في منجزات الوطن باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء حسابات آلية تقوم بدعم هاشتاق «مسيء» وإنجاحه لكي يصل إلى المراتب العليا في موضوع يعد تافها في بلد معين، وذلك لتضليل الرأي العام وصناعة صورة ذهنية خاطئة عن المجتمع الذي يودون اختراقه.