الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس دونالد ترمب خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية. (رويترز)
الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس دونالد ترمب خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية. (رويترز)
.. والحارس الشخصي للملك سلمان يحمل عصاه الخاصة. (رويترز)
.. والحارس الشخصي للملك سلمان يحمل عصاه الخاصة. (رويترز)
-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FAlhamid@

48 ساعة غيّرت قواعد اللعبة في قمم «العزم يجمعنا» التي عقدت في الرياض على مدى اليومين الماضيين، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أولى جولاته الخارجية، التي دشنت قواعد جديدة في العلاقات السعودية الأمريكية والخليجية الأمريكية من جهة والعربية والإسلامية الأمريكية من جهة أخرى.


لقاءات مكثفة عقدها ترمب مع القيادة السعودية تمخضت عن شراكات إستراتيجية، كما عقد لقاءات ماراثونية مع قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية تمحورت حول إرساء الأمن والسلام ولجم الإرهاب وعزل إيران عالميا.

وظهرت أولى رسائل قمم «العزم يجمعنا» من خلال الكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية أمس (الأحد) عندما أكد بوضوح «أن النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي»، مضيفا «أن مسؤولية شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها». نعم.. لقد شخّص الملك سلمان الداء السرطاني في المنطقة العربية والإسلامية، واتفق مع ما طرحه الرئيس ترمب من أن إيران تعتبر الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، كما ركز الملك سلمان في خطابه أيضا على ضرورة التصدي للإرهاب عندما قال «لن نتساهل في محاكمة أي شخص يمول الإرهاب».

من جانبه، وضع ترمب أيضا النظام الإيراني على المحك، عندما اتهم طهران بأنها تزعزع الاستقرار في العراق وسورية واليمن، وتنشر ميليشياتها الإرهابية هنا وهناك وتدعم نظام الأسد.

ومن هنا فإن قمم «العزم يجمعنا» أرسلت عدة رسائل إستراتيجية، أبرزها ضرورة مواجهة التمدد الإيراني الطائفي ومنعه ولجم أذرعه الإرهابية في المنطقة وتجفيف منابعه ومصادر تمويله.

قمة ثنائية وأخرى تشاورية خليجية، وثالثة عربية وإسلامية في الرياض، غيّرت الصورة النمطية لعقد القمم التقليدية الماضية، ومنحت الدول الإسلامية والعربية زمام المبادرة في مكافحة التطرف والإرهاب ووضع رؤيتها أمام زعيم أكبر دولة في العالم.

إن اختيار ترمب للسعودية لتكون أولى محطاته الخارجية يعكس ذكاء وتوجها جديدا للسياسة الأمريكية، متمثلا في أول أهدافه، وهو القضاء على الإرهاب والحاجة إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة ومواجهة المد الإيراني المثير للطائفية والقلاقل، في منطقة كانت ولا تزال حبلى بالملفات الساخنة والاستثنائية، لكن زيارة ترمب غيّرت قواعد اللعبة مع إيران.

هنا الرياض.. عاصمة التحالفات والشراكات من أجل إحلال السلام ولجم الإرهاب واجتثاث التدخلات الإيرانية في الدول العربية.. الرياض الآن ليس مركز ثقل عالمي فقط، بل مركز لإعادة صياغة القرار العالمي وعقد التحالفات وتأليف المختلف تحت مظلات متعددة.

لقد شهد العالم كله أمس بأنّ العدوانية الإيرانية ذهبت بعيداً، وأن أصحابها يتغنّون بها بصلف غريب وكأنها حق من حقوقهم. لقد صفق الحضور العربي والإسلامي في الرياض للملك سلمان وترمب لجهودهما في إحلال السلام، فيما صفقت الشعوب العربية عندما أعلن من الرياض وأمام قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية أن إيران داعمة للإرهاب وخطر على الاستقرار، وأنّ «حزب الله» جماعة إرهابية.

ولم يأت اختيار السعودية لعقد «قمم العزم» لمجرد مكانتها في العالم الإسلامي فقط، بل لثقة العالم فيها وفي قادتها، بسبب علاقاتها المميزة مع كافة الدول وحشدها كافة الزعماء والرؤساء العرب والمسلمين، خصوصا أنها أهم وأقدم الحلفاء الإستراتيجيين للولايات المتحدة، في المنطقة.

كل هذه المزايا جعلت الرئيس الأمريكي لا يتردد في وصف المملكة بأنها «مفتاح الحل» للأزمات التي يمر بها الشرق الأوسط... نعم بدأت ساعة الحساب لوضع نهاية للإرهاب الإيراني.. فليتجرع خامنئي «السم».