-A +A
علي الرباعي (الباحة)
Al_ARobai@

انطلقت شرارة الإبداع الأمريكي في الكتابة السردية من خلال ما عرف بأدب المستعمرات مطلع القرن السابع عشر. ويعد النقاد أدب أمريكا امتداداً لأدب إنجلترا. فيما رصد أدباء المهجر أكثر من 150 كاتباً أمريكيا مؤثراً طيلة 4 قرون انتقلوا من توثيق أدب المستعمرات إلى العناية بمشروع الأنسنة من خلال نظريات تقاطع فيها الفني بالفكري بالتنظيري الفلسفي ونقلوا إبداعهم إلى العربية من خلال المؤلفات المترجمة إلى العربية والمقالات والمحاضرات. وبدأ الأدب الأمريكي بداية متواضعة شأن غيره من الآداب، إلا أنه ما لبث أن أخذ مركزه بين الآداب الأولى في العالم. ليتحول من النزعة الاستعمارية إلى تمجيد المثل العليا، وصفات الاعتماد على النفس والاستقلالية، واحترام الإنسان، والتأكيد على الديموقراطية، وحب الطبيعة والخروج عن التقاليد الأدبية من أجل كل إبداع جديد.


ويؤكد الناقد الدكتور سعد البازعي أن الأدب الأمريكي أدب عالمي من حيث أهميته ومن حيث انتشاره. وعده أدباً مؤثراً في مختلف الآداب بما فيها الأدب العربي الذي عرف المبدعين الأمريكيين منذ فترة مبكرة من عمر النهضة العربية من خلال الأدباء المهجريين وعبر حركة الترجمة المتطورة والناقلة لكافة فنون الأدب الأمريكي ونقده وحركته الثقافية. مشيراً إلى أن الكتاب السعوديين عرفوا الأدب الأمريكي في أعمال مارك توين، وميلفيل، ووالت ويتمان، وهمنغوي، وغيرهم، لافتاً إلى أن ضعف وقلة الأدباء الذين يقرأون باللغات الأجنبية حتى زمن قريب دفعهم إلى الاعتماد على الإبداع المترجم ما كان له أثره في كتاباتهم، وكشف أن رصد مستوى التأثر قليل جداً وما زال هذا الجانب بحاجة إلى دراسة وافية. موضحاً أنه قدم ورقة بحثية عن الخطاب الاستغرابي في الشعر السعودي.