-A +A
إدريس الدريس
في غضون يومين كاملين لك الحق كاملا في أن تقول أن الرياض قد أصبحت عاصمة الدنيا ومحط أنظار العالم، وأن المملكة كانت حديث الناس في المشرق والمغرب ومن الشمال إلى الجنوب، ولك الحق أن تقول إنها نجحت أيما نجاح في إدارة هذا الحشد العالمي بما يتسق ورسالتها الداعمة للسلام العالمي والمناهضة للطائفية والإرهاب، ثم من حقك كسعودي أن تزهو وتتدثر بجلابيب الفخر على هذا النجاح الباهر في قيادة هذا الحدث الكبير بحضوره الكثيف والهام، وأن يتم كل ذلك بانسيابية وسلاسة وبجدارة أمنية لا تكتنفها المخاوف، وأن تكون مخرجات تلك القمم الثلاث بأكثر مما ارتجينا، وأن يكون الاندهاش ورضا المشاركين فائقا وجليا وفوق كل ما سبق، فإن النجاح الصريح هو أننا استطعنا أن ندير بوصلة الرؤية الأمريكية لتكون واعية وملامسة لحجم المخاطر التي تكتنزها دولة الطائفية والتي يهدد وجودها السلام العالمي طالما بقيت تحت إدارة المعممين، حيث لا أمل ينتظر في أن تعود دولتهم لممارسة دور الدول الراشدة التي تلتزم حقوق الجيرة ومراعاة الأعراف الدبلوماسية، لكن كيف لها ذلك وأجندتها قائمة على خرافة غيبية من مقتضاها إسالة الدماء وإغراق الجوار بالحروب والفتن والقتل والدمار وكل ذلك لازم الحدوث ليكون مسوغا لخروج المخلص من سردابه !!.

لقد أصبحت الرياض خلال يومي الزيارة عاصمة العالم ومناط اهتمامهم وإليها التوت الأعناق وشخصت الأحداق، وخلال كل ذلك النجاح وأصدائه العالمية، فقد أظهرت المملكة وجهها الحقيقي المتطور والراعي للسلام والأمن العالميين.