-A +A
علي الرباعي (الباحة)
Al_ARobai@

حضرت أمريكا في الكتابة الإبداعية السعودية تأثيراً وتأثراً، كما حضرت الشخصية العربية بما فيها في الكتابات الأمريكية السردية والسينمائية تحديدا. فمعظم الروائيين والقصاصين يتذكرون جيداً من الروايات الخالدة «الشيخ والبحر» لهمنغواي، كما يتذكرون «والت ويتمان» أحد رموز التجديد في النص الشعري الحديث.


من جهته، يرى الدكتور سعد البازعي أن المملكة انفتحت على العالم منذ تأسيسها قبل نحو مئة عام حين وفدت إليها مجموعات بشرية متعددة وأفراد من كافة أنحاء العالم «هذا إلى جانب انفتاح المناطق المقدسة منها قبل التأسيس ومنذ ظهور الإسلام على المسلمين من كل مكان». مشيراً إلى ترحيب الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بأفراد عديدين من غير العرب وغير المسلمين، وفيما بعد، عند اكتشاف البترول، شكلت «أرامكو» تدفقا ضخما من الأجانب على المملكة.

وأضاف البازعي أن «الخلفية البدوية والمحافظة لبعض فئات المجتمع السعودي في ذلك الوقت جعلت عملية تقبل الأجانب ودمجهم بطيئة ومليئة بالصعوبات، إلا أنه لم يمض وقت طويل حتى انتشر غير العرب وغير المسلمين في كل مكان ليصبحوا ظاهرة مألوفة». لافتا إلى أن أحدث الإحصائيات السكانية تشير إلى أن الأجانب يمثلون ثلث سكان السعودية، أي نحو عشرة ملايين من 30 مليونا.

وعد البازعي كتّاباً معبرين عن رؤى شعبية بقدر ما، إلا أنهم في حالات أخرى يتبنون مواقف خاصة بهم، ويسعون من خلالها إلى التدخل في المخيلة الجماعية لغرس طرق معينة في النظر إلى الشعوب والثقافات الأخرى، مستعيدا روايات تعبر عن التعايش منها «البحريات» لأميمة الخميس. و«هن والعسكر» لبدرية البشر. وعدد قصائد نشرها شعراء سعوديون تتمحور حول تجاربهم في العيش في بعض مدن الغرب ومنها أمريكا.

ويذهب الروائي عمرو العامري إلى أن أدب أمريكا أدب قارة كبيرة يختلف شماله عن جنوبه، ويتباين أدب البيض عن أدب السود ما يمثل بوتقة تمازج هذه الأمة العظيمة التي استوعبت كل الأجناس والثقافات والشعوب. ويرى أنه عندما نتحدث عن الأدب الأمريكي يتبادر إلى الذهن أعظم كتاب العالم، توماس مان، وليم فولكنر، هربت ستاو، همنغوي، جون شتاينبك، هرمان ملفيل وغيرهم ممن نقلوا لنا الأدب الأمريكي على أنه أدب حي عكس فترة التحولات الكبيرة في الأمة الأمريكية.

وعدّ العامري الأدب الأمريكي أدب إنساني في المقام الأول ولم يكن يوما مسيساً ولا مؤدلجاً ولا خادما لحزب أو قومية وكل ذلك نتاج للحرية التي ينعم بها الفرد الأمريكي مبكرا ليظل يكتب متحررا من أي ضغط سياسي ما جعل من الأدب الأمريكي أدباً كونياً.