-A +A
«عكاظ» (عمان)
OKAZ_online@

لم تصمد الرواية القطرية الرسمية عن حادثة اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية المزعومة أكثر من ساعة واحدة، بعد خروج وزير الخارجية القطري بتصريحات تتسق تماما مع تصريحات أميره، وهي تصريحات ما لبثت أن قالت عنها الدوحة إنه جرى حرفها عن مسارها على حد زعمها. هذه هي الدوحة بلد المتناقضات والتغريد على الدوام خارج السرب.


اللعبة القطرية الجديدة لم تكن مستغربة، لأن «شياطين» السياسة يعجزون عن فهم السياسة القطرية منذ أن احتضنت نهارا حركة «حماس» في الدوحة، ودعمت «حزب الله» ماليا في حرب تموز، وذهبت ليلا للنوم في الفراش الإيراني ولبست عمامة قم السوداء، والأهم من ذلك أن عقلية المؤامرة الداخلية في عقر دارهم، إذ هم متوارثون للانقلابات في الداخل القطري.

لم يكن مستغربا انقلاب الأمير القطري على الإجماع العربي والإسلامي في الرياض، فهذا هو النهج القطري في التعامل مع الأشقاء، لكنه هذه المرة يكشف عمالة جديدة تربط الدوحة بطهران، فما جرى هو كشف شبكة من التجسس على الأشقاء أسقط قناع الدوحة العربي ليظهر بملامحه الفارسية الذي يستهدف الأمن القومي العربي والإسلامي.

مراهقة تلك التي مارستها قطر بترويج كذبة الاختراق التي لم تصمد ساعة واحدة، وكان على الدوحة أن تدرك أن غرف القرار العربية والإسلامية تحتفظ بمخاوفها وهواجسها في ظل معطيات قطرية متناقضة ميدانيا ومتعاكسة سياسيا، فثمة تفصيلات حصلت وراء الستار تدفع أكثر للاحتفاظ بمساحة وافرة من الارتياب، وتجنب منزلق التعاطي مع الدوحة انطلاقا من حالة يقين.ما فعلته قطر كشف تماما الخطوط السرية الساخنة بين الدوحة وقم والضاحية الجنوبية، رغم انشغال ساسة المنطقة في إظهار الاستغراب من عمق العمالة بكل الاتجاهات التي تستهدف الأشقاء وأوطانهم، وها هي الدوحة تقدم لنظام الملالي خرق الإجماع العربي والإسلامي على طبق من ذهب، ويبدو أن الدوحة نسيت أنها لا تشكل شيئا يذكر في انتقالها إلى المعسكر المعادي للأمتين العربية والإسلامية، لأنها بلا وزن أو لون أو رائحة. قطر كشفت حقيقتها عبر تصريحات أميرها التي وضعتها في موقف محرج أمام الأمة العربية والإسلامية.. وعلى نفسها جنت قطر!.