حسن آل عامر
حسن آل عامر
عبدالرحمن البارقي
عبدالرحمن البارقي
حسن النعمي
حسن النعمي
-A +A
علي فايع (أبها)
alma3e@

علّق كتّاب وأدباء وأكاديميون على ما نشرته «عكاظ» عن الأدب السعودي في جامعة الإمام بالعديد من الرؤى والتطلعات التي ابتدأها أستاذ الأدب السعودي الدكتور حسن النعمي بتأكيده على أن تناول الأدب السعودي في المناهج الجامعية مسؤولية كبيرة، وينبغي عند تقديمه لتفادي جدل السياقات الثقافية خارج الجامعة، مضيفاً أنه لاحظ ما نشر في «عكاظ» عن ملزمة للأدب السعودي تدرس لطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التحيز والتبسيط والمغالطة، وقال «لعل تقديم الأدب في ملزمة يؤكد ربما الاستهانة بهذه المادة، فضلاً عن عدم اتسامها بالموضوعية في معالجة قضايا الأدب السعودي»، لافتاً إلى أن «هناك خلطا واضحا في تصنيف أدباء الأجيال، فكيف نجمع بين الثبيتي وابن خميس، وهما شاعران من جيلين مختلفين ومن اتجاهين فنيين متباينين. كما أن تقديم ابن خميس على أنه مجدد مغالطة، فالمعروف عن ابن خميس أنه شاعر محافظ». وأضاف النعمي أن المشكلة تكمن فمن يهرب من المحافظة، و«كأنها عيب يجب الخلاص منه، المحافظة في الأدب اتجاه له أصوله، ومشكلته ليست في ذاته، بل في الحمولات التي يراد أن يحملها»، منوهاً بأن «ادعاء أن العشماوي مجدد، هو قول مختلف فيه. العشماوي مجدد في الشكل، لكنه محافظ في الرؤية. وهذا ما لم يذكر في المذكرة، أما الحديث عن العمق والغموض في الشعر فهو حديث تنقصه العلمية، إذ الأدب قائم أصلاً على المجاز، والقابلية للتأويل. ومسألة الغموض مسألة نسبية. والقارئ الذي يبحث عن المعنى الواضح والجاهز فليس مؤهلاً لقراءة الأدب قراءة فنية. وليس من اللائق منهجياً أن نسد منافذ التفكير والتبصر أمام الطلاب بحجة الغموض. الجامعة تقوم أصلاً على الدعوة للتفكير والأخذ بأسباب النظر العلمي في كافة المجالات العلمية والنظرية». فيما أكد القاص حسن آل عامر على أنّ «النظام الجامعي الذي يتيح لأستاذ المادة وضع بصمته على المادة العلمية ضمن الإطار العام للمقرر الدراسي، يعطي مساحة جيدة لإبراز الحصيلة العلمية لأستاذ المادة، ولهذا نجد التمايز بين الأستاذ المتمكن والعميق وبين عكسه السطحي الذي يؤدي مهمة وظيفية فقط»، مضيفاً أن «هذه المساحة قد يستغلها أكاديميون مؤدلجون لتمرير أفكار وقناعات خاصة لديهم تجاه الأدب عموما وتجاه الأدب السعودي خصوصا بما يسيء، كما أن تواضع قدرات بعض الأكاديميين العرب الذين يعملون في الجامعات السعودية وخلفيتهم المتواضعة جداً عن الأدب السعودي تقدمه بشكل ناقص وغير مقبول». بينما يرى الدكتور عبدالرحمن البارقي أنّ «الأدب السعودي لا يمكن أن يقدم بهذه الطريقة المبتسرة، وأن يُختزل في ثلاثة تيارات ليست لها محددات واضحة، وخصوصا ما أسمته الملزمة التيار التجديدي والتيار التحديثي؛ إذ يبدو من خلال الأسماء التي أُسقطت في التيارين غموض المقصود بالمفهومين، وهذا ما جعل الملزمة مثلا تضع الثبيتي رحمه الله ومحمد العلي والعشماوي في (تيار) واحد وهو التجديد، ولاشك أن البون شاسع بين الثبيتي والعلي من جهة والعشماوي من جهة أخرى، وفضلا عن هذه المجازفة الفنية تطالعك تعميمات من قبيل: (جزالة الألفاظ) التي تقابلها الملزمة (بالرقة والنعومة)، و(قوة الجرس الداخلي)، و(هدوء الجرس الداخل)، (تيار يُعنى بالانطلاق غير المتقن)، كما أن الملزمة تعترف أن مصطلح التحديث فيها مقارب لمصطلح الحداثة لكنها اجتنبت الأخير لأنه أخفق في التواصل مع المجتمع، والسؤال هل الهدف من تغيير المصطلح تمريره على المجتمع ليكون أكثر قبولا مثلا؟». وأضاف البارقي «ليس المراد من هذا التداخل تعداد الإشكالات العلمية والمنهجية وإنما ضرب أمثلة فقط. بقي أمر دار بخلدي وقد يكون له من الحقيقة نصيب، وهو أن هذه الملزمة أقرب ما تكون إلى الحديث الشفهي منها إلى الأسلوب العلمي، ومن ثم فقد تكون دوّنت وراء أستاذ المقرر وهو يحدث طلابه، وفات من يكتب بعض النقاط، أو تأولها بطريقته، وخصوصا أن المذكرة ذُيلت بعبارة «لا تجوز الاستعانة بهذا الملخص في غير المذاكرة» بمعنى أنها لا تصلح للإحالة إليها علميا، أو عدم الثقة العلمية بما فيها، وإذا صح أيّ من الافتراضين فما ذنب الطالب الذي يتلقاها كمسلمة علمية؟». فيما ذكر الشاعر والمترجم شريف بقنة أنّ «المناهج الأكاديمية لطالما كانت عدو الإبداع والتجديد، والمشكلة في رأيي أنهم يحتكمون للتراث والنصوص/‏الأعمال الأدبية القديمة باعتبارها نصوصاً يجب تكرارها ومضاعفتها والتطبيل لها، وكل ما يستجد من إبداع أدبي ليس أكثر من بدعة وخروج وفوضى لا تستحق القراءة ويجب نبذها».


واكتفى الكاتب محمد علي المحمود بقوله «حكاية الفذلكة والغموض والاستعراض، فقد قال أبو العثميل لأبي تمام: لم لا تقول من الشعر ما يُفهم، فقال له أبو تمام: وأنت لم لا تفهم ما يقال؟».

وأضاف المحمود: «أبو تمام كان ذكيا في إجابته، ومراده أن شعره مفهوم عند الناقد/‏ المثقف غير التقليدي، فهو غير مستغلق بذاته، وعندما لا يفهمه الشاعر أو المثقف التقليدي، فالغموض هنا ناتج عن قصور ثقافي، وليس عن خلل في مكونات الرسالة الشعرية».