قصر البارون
قصر البارون
-A +A
شهد الحمدان (جدة)
عندما تمتزج روايات الغموض بالتصميم المعماري الفريد من نوعه، ينتج جمالا يسكن مخيلة الناس وواقعهم. هذا هو حال قصر البارون، الواقع في شارع العروبة في مصر الجديدة بالقاهرة.

يعتقد معظم الناس أن القصر يسكنه الأشباح والجن، وقد أهمل لسنوات عدة، ومن ثم ضم لقطاع السياحة والآثار ولايزال ممنوع الزيارة من العامة.


تعود قصة قصر البارون لنهاية القرن التاسع عشر، لميليونير بلجيكي عاشق للمعمار والسفر وعاشق للأراضي المصرية. هو إدوارد إمبان الذي منح لقب بارون من قبل ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس. رغم مكوثه سنوات عدة في الهند وعشقه للأساطير الهندية القديمة، إلا أنه أغرم بمصر وقرر بناء منزل له هناك، وقضاء باقي حياته مع أسرته في مصر.

قام بشراء أرض في الصحراء، وهو يعد أول من أنشأ منزلا في مصر الجديدة (هيليوبليس) وهي المدينة التي لا تغيب عنها الشمس. بعد شرائه الأرض بحث عن تصميم فريد من نوعه يمزج بين الطراز المعماري الهندي والأوروبي. في أحد المعارض الفنية بباريس عثر البارون على تصميم مبدع لأحد القصور الذي صممه فنان فرنسي اسمه ألكسندر مارسيل، وقرر البارون أن يكون هذا التصميم هو قصره في القاهرة.

القصر مكون من طابقين وسطح وحديقة غاية في الجمال. في السطح يوجد برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة. وقد تم الانتهاء من بناء القصر في خمسة أعوام. ما يميز القصر أيضا تماثيل الفيلة على شرفاته.

رغم جمال القصر ورونقه إلا أن به حوادث كثير مأساوية. توفيت زوجة البارون فيه ومن ثم أخته هيلينا بعد أن وقعت من إحدى الشرفات، ويقال إن القاعدة المتحركة توقفت بعد وفاتها. وقد قيل أن ابنة البارون التي تدعى مريم كانت تعاني من مرض نفسي وماتت في القصر في ظروف غامضة. كما كان موصى به توفي البارون في مصر ودفن هناك.

ما يميز القصر أن عددا من الأعمال الفنية صور فيه كفيلم «آسف على الإزعاج»، وفيلم «الهارب».