نواز شريف
نواز شريف
مهدي هنر دوست
مهدي هنر دوست
-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FAlhamid@

لم يستطع النظام الإيراني استيعاب اللطمة التي وجهتها قمم «العزم يجمعنا» في عاصمة الحزم الأسبوع الماضي، والتي عزلت إيران رسميا من المحيط الإسلامي والعالمي من خلال إعلان الرياض الذي كان واضحا في مضامينه الرافضة للتدخلات الإيرانية ودعمها للإرهاب الطائفي والظلامي.


إيران المهزومة إسلاميا وعالميا، حاولت كعادتها الاختراق في أكثر من دولة عبر اللوبيهات الفارسية خصوصا في الباكستان، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا، إذ استخدم اللوبي الإيراني عملاءه في القنوات الفضائية الباكستانية لمحاولة الإساءة لإعلان الرياض، وإعطاء الانطباع أن مشاركة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف كانت ضعيفة، وهو الأمر الذي نفته مصادر في مكتب رئيس الوزراء عندما قالت إن مشاركة الباكستان كانت على أعلى المستويات، واصفة نتائج القمة بأنها مبهرة وخلاقة.

مصادر باكستانية رفيعة أكدت لـ «عكاظ» أن رئيس الوزراء الباكستاني أكد دعمه الكامل لإعلان الرياض، معتبرا أن قمم «العزم يجمعنا» مثلت نجاحا كبيرا في الدبلوماسية السعودية العالمية.

وتعتبر باكستان واحدة من أكبر دول العالم الإسلامي وتضم أقلية شيعية، استطاعت إيران تكوين لوبي لها داخل باكستان عبر سفيرها مهدي هونر دوست الذي يعتبر مندوب الحرس الثوري في إسلام آباد، بالتنسيق مع رئيس المعارضة عمران خان الذي يخدم المشروع الفارسي الطائفي في منطقة جنوب آسيا، إذ تغلغل اللوبي الإيراني داخل الأروقة الباكستانية، ولكن مشاركة باكستان في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب تحت قيادة السعودية، جاءت بمثابة صدمة كبيرة لإيران.

ويتغلغل اللوبي الإيراني في الإعلام مروراً بمراكز الدراسات والتخطيط، كما توظف إيران المراكز الثقافية التابعة لها في باكستان من أجل نشر الفكر الخميني، كما تقوم القنصليات الإيرانية في باكستان بتنظيم حملات لشيعة باكستان لتجنيدهم في ميليشيات زينبيون في العراق وسورية على يد الحرس الثوري الإيراني دعما للمشروع الفارسي التوسعي من أجل خدمة مخططاتها، ويعتبر (مجلس وحدة المسلمين)، وهو حزب سياسي بأغلبية شيعية، منظر السياسات الإيرانية في الباكستان.

إن الاختراق الإيجابي في قمم «العزم يجمعنا» كان محل قراءة متأنية من المحللين وأصحاب القرار في العالم، ولكن اللوبي الإيراني في الباكستان لم يرقه النجاح الكبير الذي حققته الرياض، فحاول التخريب في الرمق الأخير وفشل، لأن صناع القرار الباكستاني واقفون لهم بالمرصاد، ولن يسمحوا بأي اختراقات في الجسد الإسلامي.