الملحم
الملحم
-A +A
عبدالرحمن عبدالمحسن الملحم *
في 14 مارس ٢٠١٧، زار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحده الأمريكية، والتقى الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض. هذه الزيارة التي حولت مجرى الأمور في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية، أعادت للأذهان اللقاء التاريخي بين المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، هذا اللقاء الذي عقد على متن المدمرة الأمريكية (كونسي) سنة ١٩٤٥. الأمير الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثينات من عمره المديد إن شاء الله، استطاع أن يخلق تحولا تاريخيا في حجم العلاقات الأمريكية السعودية مذكرا الرئيس الأمريكي باللقاء التاريخي بين الرئيس روزفلت والملك عبدالعزيز رحمه الله. واستمرت العلاقات القوية بين البلدين والشعبين السعودي والأمريكي ٧٢ سنة، هذه الزيارة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان غيرت منظومة البروتوكولات الأمريكية في أن تكون الرياض أول عاصمة يقوم بزيارتها رئيس أمريكي متخطيا بذلك جميع الأعراف المتبعة عند تولي أي رئيس أمريكي جديد يقوم بزيارة رسمية لأي بلد، وبالفعل زار الرئيس الجديد الرياض على رأس وفد رفيع، وكان اللقاء التاريخي بين قائد الحزم وملك العزم سلمان بن عبدالعزيز والرئيس دونالد ترمب ضربة قاضية للعدو الإيراني الذي استفاد من علاقته بالرئيس السابق باراك أوباما الذي لم يحسن ولم يدرك من هو العدو من الصديق للولايات المتحدة الأمريكية، وهنا انقلب السحر على الساحر ليؤكد الرئيس ترامب عزم بلاده التعاون مع المملكة للقضاء على الإرهاب الإيراني والتطرف المذهبي. وأكد الرئيس الأمريكي في اجتماعه التاريخي الذي اجتمعت فيه الأمتان العربية والإسلامية بفخامته من دون أن تحضر إيران هذا الاجتماع بصفتها الراعية الأولى للإرهاب والراعية للإرهابيين، وكانت هذه اللقاءات الثلاثة التي سطر اسم المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا بأحرف من ذهب ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل. ونجحت الدبلوماسية السعودية ونجح الأمير ذو الثلاثين من عمره لتكون المملكة رمزا للعالم يحتذى بها.

* كاتب ومحلل سياسي


rakan.a.almulhim@gmail.com