الرباعي
الرباعي
-A +A
المهندس سعيد الرباعي
رمضـان أهــلاً عــدت يارمـضـانُ

تلـقـاك مــن أشواقـنـا الأحـضـانُ


تأتي بشهر النور من عام الدجـى

فيرى الضريـر ويهتـدي الحيـرانُ

وتلـيـن أفـئــدةٌ بـأنـسـام الـهــدى

وبصـوم شهـرك يرتـوي الظـمـآنُ

تبـدو كأنـك فـي الشهـور عـلامـة

كالفـص فـي عقـدٍ كسـاه جـمـانُ

أو كالمدينـة فـي الـقـرى فكأنـمـا

أيـضــاً تـجـاهـك يـــأرز الإيـمــانُ

وحظيـت أنـك شهـر خيـر دائـمـاً

الـجـود يـرتـع فـيـك والإحـســانُ

ولقـد كسـاك الله فخـراً إذ رمــى

فـيـك الـطـغـاة وأُنـــزل الـقــرآنُ

كـم مسلـم يرنـو بلوغـك منـذ أن

غــادرتــنــا وكــأنــهــم رهــبــــانُ

فذهبت وانقادوا لشيطان الهوى

فدببت فيهم فاختفـى الشيطـانُ

وبــدا بـيــاض قلـوبـهـم متـلألـئـاً

كالبـدر فـي لـيـل الـهـوى يــزدانُ

وتـرى بيـوت الله يعمرهـا الــذي

ضجـت بـه الأســواق والشـطـآنُ

يتهـافـتـون تجـاهـهـا وقـلـوبـهـم

ظمـأى وفـوق وجوهـهـم إيـمـانُ

فغدوا يشقـون الفضـاء بذكرهـم

والـجــو مـــن ترتيـلـهـم مــــزدانُ

مابـيـن صــومٍ وادكّــارٍ راوحـــوا

فــارتــاحــت الأرواح والأبـدانُ

حـتــى غـــدا كـــل لــــه متـلـهـفـاً

يــدعــو الإلــــه وقـلـبــه ولــهــانُ

يــارب بلـغـنـا شـفــاء صــدورنــا

وتــقــبــل الأعـــمـــال يــامــنـــانُ

وللـيـلـة الـقــدر العظـيـمـة دلـنــا

واصـقـل قلـوبًـا يعتريـهـا الـــرانُ

وامنـن بعفـوك يــا إلـهـاً يرتـجـى

واغـفــر ذنـوبــا مـالـهــا مــيــزانُ

واعتـق رقابـا مـا لغيـرك أسلمـت

مــن شــر يــوم تـسـعـر الـنـيـرانُ

وأعــد عليـنـا الشـهـر تأتيـنـا بـــه

من فيض جودك والرضى أزمانُ