-A +A
محمد آل سلطان
@dr_maas1010

المستعربون من العرب يتعرضون لصدمات سعودية منذ الخمسينات الميلادية، منذ أن صعدت الممالك العربية الحديثة وفشلت الجمهوريات العربية في كل شيء تقريباً، ومع كل صفعة لأوهامهم السوداء ينفق عدد منهم كمداً وحقداً إلا من أراد له الله أن يحرق قلبه حياً ليشهد مزيداً من الاقتدار السعودي.. ورغم أن السياسة السعودية عميقة الصبر وطويلة المدى ومتسامحة جداً، إلا أنها إذا جمعت لأيام الحساب لا تنسى أحداً! وهي تجمعهم بين فترة وأخرى حتى تسقطهم بكرة واحدة كأجسام البولينغ..


مشكلة هؤلاء المستعربين أنهم لم يتقبلوا حقيقة أن السعودية تجاوزتهم سياسياً وعسكرياً وحضارياً وفي كل المجالات بينما مازالوا يلعقون جروحهم ويتلقون الصفعات تلو الأخرى لم تبق تهمة أو شتيمة من مستنقعهم الموبوء إلا ووصفوا به الرياض، بينما هم أنفسهم الذين مجدوا أمريكا أوباما وفرحوا بالاتفاقية النووية مع إيران، بل احتفلوا مع الفرس حتى مع احتلال عواصمهم، معتبرين في حماقة أن احتلالها الفارسي هزيمة للمشروع السعودي! هؤلاء أنفسهم ولأنهم تربوا على الخنوع لم يتقبلوا أن تقول السعودية بملء فمها لا لأمريكا وأنها قادرة على ملء الفراغ في المنطقة بقوتها وقدراتها والخيرين من أشقائها وحلفائها.. فعلتها السعودية في البحرين وفي اليمن ووقفت ضد مشروع تفتيت الدولة المصرية وستفعلها مرة أخرى متى ما رأت أن أمنها يتعرض للخطر..

تفاءلوا خيراً بترمب واحتفلوا بكل التهريج المعروف والذي يصاحب الحملات الأمريكية منذ عقود وتوقعوا أن السعودية ستفشل هذه المرة.. تحركت الدبلوماسية السعودية شرقاً حتى الصين ثم انعطفت عندها غربا نحو واشنطن لتجد الأبواب مشرعة هناك..

ثم كان كمد المستعربين كبيراً وهم يشاهدون الاقتدار السعودي في صناعة التحالفات وحشد الأمم في فترة وجيزة وحول رؤية موحدة لصناعة تحالف عالمي جديد، لم يتحمل وقتها المستعربون ذلك التفوق السعودي بينما هم مازالوا يرزحون تحت غلال من التخلف والأفكار البالية الممجوجة بالحقد.. ضعفهم تجلى في صورة أكبر بعد قمم الرياض الثلاث لم يلتفتوا لأكوام الزبالة التي ملأت شوارعهم! ولا للتخلف الذي أحاط بهم! ولا للسرقات التي نهبت ثروات بلادهم! ولا لعواصمهم التي أصبحت مستوطنات إيرانية. لا، فقد نظروا عالياً حيث تكون الرياض، ثم قالوا وبئساً لما قالوا: لماذا نشتري الأسلحة؟ وهم احتفلوا طويلا لإيران بصفقة الصواريخ الروسية إس 300؟ يغمضون أعينهم وقلوبهم تكاد تميز من الغيظ عندما يسمعون عن تلك الشركات الكبرى التي ستساعد السعودية في تطوير ثورتها الصناعية القادمة.. تفطرت أوداجهم في الحوارات الفضائية وهم يروننا في الطريق، لأن نكون الدولة الرائدة استثمارياً في العالم وفي أمريكا خصوصاً.. نجاح السعودية وتعاطيها السياسي والاقتصادي مع العالم شرقاً وغرباً يظل صدمة مذلة شلت أفكارهم وطاردتهم وستطاردهم لسنين حتى يلحقوا بأسلافهم الذين نفقوا أو عاشوا كمداً!