-A +A
حمود أبو طالب
حلّ شهر الخير والبركة، وكالعادة تأتي معه خصوصياته الجميلة وأيضا بعض المفارقات والطرائف التي تتكرر في كل رمضان حتى لكأنها طقس أصيل من طقوسه، وبالإمكان أن يعود أي كاتب إلى أرشيفه لرمضان الماضي أو أي رمضان قبله ليجد المقال الذي كتبه في أول يوم صالحاً لأي رمضان قادم.

من التصريحات اللافتة قبل كل رمضان ما تطلقه إدارات المرور في كل المناطق بأنها قد وضعت خطة مرورية محكمة تضمن انسيابية السير وتحرير الشوارع من التكدس وتنظيم الحركة في بؤر الاختناق المروري، لكن التصريح يسقط بشكل كامل في أول يوم حين تصبح الشوارع مسرحا عبثيا تتجلى فيه كل أشكال اللامعقول، وتصبح القيادة ضرباً من إيذاء النفس وتعذيبها، بينما المرور إما غائب في بعض الشوارع أو متفرج في الشوارع التي يتواجد فيها، وهكذا يمضي رمضان من بدايته إلى نهايته.


كذلك، فإنه مع بداية رمضان تبادر الشركات والمؤسسات التجارية في إطلاق عروضها بتخفيضات كبيرة تملأ شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد ولوحات الإعلانات، تؤكد أن من لا يقتنص هذه الفرصة فقد فاتته فرصة العمر، ولأن شعبنا على نياته فإنه يكتشف لاحقا أنه قد تورط في خدعة كبيرة ونصب مكشوف تحت غطاء رمضان، وطبعا يتم ذلك تحت سمع وبصر الجهات الرسمية المعنية بحماية المستهلك من الغش والاحتيال.

رمضان الخير يتحول لدينا للأسف الشديد إلى موسم معاناة في الخدمات، وفرصة ذهبية لاستحلاب جيوب الناس وتوريطهم في صفقات أقساط ثقيلة بعروض وهمية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، فانتبهوا يا أيها الناس واضبطوا أعصابكم، وكل عام وأنتم بخير.