جثامين الضحايا وسيارات إسعاف في موقع الهجوم الدامي على حافلة أقباط في صحراء المنيا أمس. (رويترز)
جثامين الضحايا وسيارات إسعاف في موقع الهجوم الدامي على حافلة أقباط في صحراء المنيا أمس. (رويترز)
ثلاثة أطفال من ضحايا المذبحة.  (متداولة)
ثلاثة أطفال من ضحايا المذبحة. (متداولة)
دماء الضحايا على مقاعد وأرضية الحافلة التي كانت تقل الأقباط واستهدفها الإرهابيون في صحراء المنيا أمس (أ ب)
دماء الضحايا على مقاعد وأرضية الحافلة التي كانت تقل الأقباط واستهدفها الإرهابيون في صحراء المنيا أمس (أ ب)
-A +A
محمد حفني (القاهرة)OKAZ_online@
في يوم دام جديد لأقباط مصر، قتل 29 مسيحيا أمس (الجمعة)، بينهم أطفال، وأصيب 25 آخرون منهم عدد كبير إصاباتهم خطيرة، ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا في هجوم إرهابي، استهدف حافلتين في محافظة المنيا جنوب القاهرة.

وفيما بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال اجتماع أمني مصغر أمس، تداعيات مذبحة المنيا التي تأتي بعد أقل من 45 يوما على مذبحتي كنيستي طنطا والإسكندرية وتبناهما «داعش»، رأى مراقبون أن هذه العملية تعكس فشلا أمنيا يستدعي المساءلة، مؤكدين وجود خرق معلوماتي، وإخفاق أمني. وأفادت مصادر أمنية مصرية، بأن وزارة الداخلية استعانت بالقوات الخاصة لإغلاق مداخل ومخارج المنيا لمنع هروب المسلحين.


وأكد محافظ المنيا عصام البديوي سقوط عشرات الضحايا، بين قتيل وجريح، فيما طوق الأمن كافة الطرق المؤدية لدير الأنبا صاموئيل في المنيا.

وقال شهود عيان إن 10 مسلحين ملثمين يرتدون زياً عسكرياً، هاجموا بالرصاص أقباطاً كانوا متجهين إلى دير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا. وأضافوا أن الضحايا كانوا في حافلتين وشاحنة صغيرة. وأفاد هؤلاء، بأنه نجا من الحادثة 3 أطفال.

وقال مصدر أمني بمديرية أمن المنيا، إن مجهولين أطلقوا النيران على سيارة تقل مجموعة من الأقباط كانوا في طريقهم لزيارة الدير بالبر الغربي في المنيا، وكانوا قادمين من محافظة بني سويف المجاورة،. فيما أكد بعض المصابين أن عدد المسلحين أكثر من 40 شخصا وكانوا يستقلون دراجات نارية وأطلقوا النيران بكثافة على السيارة.

من جانبه، أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الحادثة، وقال إنه لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحي ويستهدف ضرب الاستقرار في مصر. وطالب المصريين بأن يتحدوا جميعاً في مواجهة الإرهاب الغاشم. وقد دانت العديد من دول العالم والمنظمات الإقليمة والدولية، العملية الإرهابية.

من جهته، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمة له أمس (الجمعة)، إن المتطرفين يسعون من أجل خلق الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، مشيرا إلى أن بلاده لن تتهاون في قمع الإرهاب ولن تجامل الدول التي تدعم الإرهاب.

وأضاف السيسي، أن مهمة الإرهابيين في مصر انتهت والآن يسعون للانتقال إلى مصر، مؤكدا أنه إذا سقطت مصر فإن الفوضى ستعم كل العالم،داعيا إلى تحرك فوري لمواجهة الإرهاب. مبينا أن الهدف من الهجمات الإرهابية إسقاط الدولة المصرية.

ولفت إلى أن القوات المصرية وجهت ضربة إلى معسكرات تدريب الإرهابيين، مؤكدا أن القوى الأمنية لن تردد في توجيه مثل هذه الضربات.

الحكومة: لن نسمح بشق النسيج الوطني

شدد رئيس الحكومة المصرية المهندس شريف إسماعيل أمس، على أن الإرهابيين لن ينجحوا فى شق النسيج الوطني. ودان شريف الحادثة، واصفا إياها بـ«الجبانة والخسيسة». وجدد التأكيد على أن تلك الأعمال الإرهابية التى تستهدف النيل من أمن واستقرار الوطن لن تنجح فى شق النسيج الوطني. وقال إن الدولة حكومة وشعبا عازمة على التصدي بكل قوة لتلك الأفكار والأعمال الإرهابية والقضاء عليها، جنبا إلى جنب مع اﻻستمرار في عمليات البناء والتنمية.

الكنيسة: الشر يستهدف وحدتنا

دانت الكنيسة المصرية أمس ( الجمعة)، الحادثة الإرهابية التي استهدفت عددا من الأقباط، وقالت في بيان إن العنف والشر يستهدفان قلب الوحدة المصرية، معربة عن أملها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع هجمات جديدة.

وأضافت: إذ نواسي كل هذه الأسر المجروحة ونتألم مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي أثمن ما نملكه، ونحفظه ونحميه.. وإذ نقدر سرعة استجابة المسؤولين، والتعامل مع الحادثة، فإننا نأمل اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تفادي خطر هذه الحوادث التي تشوه صورة مصر، وتتسبب في آلام العديد من المصريين.