-A +A
عبدالمحسن هلال
كل عام وأنتم بخير، تقبل الله الصيام والقيام وصالح الأعمال، ها قد غمرتنا البدايات الجميلة للشهر الفضيل، عبق لياليه يعطرنا وروحانية صباحاته تغمرنا، هذه الأيام المعتقة بروح الإيمان العابقة بروحانية أفضل الشهور، تمضي بآمالنا في القبول وتزدهي نفوسنا بذنب مغفور وتهفو أرواحنا للعتق من النار. تقبل الله طاعاتكم.

كنت أود التحدث عن السُفر الرمضانية، للبعد عن المواضيع الجافة، التي يتهمني بها البعض، غير أنه إضافة أني كتبت عنه قبيل بداية رمضان للتحذير من هدر الطعام وإهانة النعمة، فهو موضوع كتب فيه كثير من الزملاء وجأروا بالشكوى ولا حياة لمن تنادي، مضت السفر تمد، ثم بعد الصلاة تكب، والكثير فهم «إفطار صائم» فهما أحاديا، وحسنا فعلت رئاسة الحرمين بمنع إدخال الأطعمة إلى الحرمين الشريفين والاكتفاء بالتمر وماء زمزم. بمناسبة ذكر الحرمين الشريفين فأود الإشارة إلى أن الحركة المرورية حولهما مازالت صعبة، ومع التقدير للجهود المبذولة، فإن الاستفادة من الخطوط الدائرية حولهما دون المأمول، فيما يخص مكة المكرمة ما لم تكتمل الاستفادة من الدائري الأول باكتماله فسيظل الوضع صعبا، المفترض أن توجد محطات خدمة على امتداده توفر طرق مشاة مميكنة بالسيرات المتحركة من وإلى الحرم، وأن يمنع دخول المركبات خلفه إلا سيارات الخدمة.


جاء في الأثر «الخير في البكور»، وليس شرطا ربطه بالصباح، بل في كل وقت وظرف. أوصيكم ونفسي بالبكور في أداء واجباتنا في رمضان، لو بكرت في الذهاب إلى المسجد لوجدت مكانا جيدا لإيقاف سيارتك، لو وصلت متأخرا احرص ألا تعوق حركة السيارات الأخرى، وخصوصا وقت صلاة التراويح، ولا بأس بالمشي قليلا، فالمشي للمساجد له حسنات عظام، بدلا من ارتكاب إثم التضييق على الآخرين. وبدون الدخول في النوايا، لا أفهم شخصا ينام عن صلاة الظهر أو العصر، ويصليهما متأخرا ثم يزاحم الناس على صلاة التراويح، سأقول للاستزادة من الخير في رمضان، ولكن ليس على حساب الآخرين. بكر أيضا في الذهاب لشراء الفول والتميس، أو ابعث السائق مبكرا، ووطن نفسك على الوقوف في «الطابور»، بالمناسبة الالتزام بالدور في طلب أي خدمة يعتبر من علامات التحضر. بكر في كل شيء إلا محاولة ختم القرآن، حاول وأنت تقرأ أن تتأمل.. أن تتدبر.. أن تفكر.

احرص كزوج صالح أو ابن ألا تدخل المطبخ قبل المغرب، يعتبر المطبخ منطقة محظورة للرجال ثلاث ساعات قبل موعد الإفطار، الرجل حقا من يدخله بعد المغرب مساعدا في التنظيف، وجود خادمة لا يعفي، مساعدتك بعد المغرب تعطي «الجماعة» إحساسا بالدفء والتقدير والحب والود والألفة، وبقية المعزوفة، (نصيحة لا تدع زوجتك تقرأ هذا المقال). وعلينا جميعا تذكر أن رمضان ليس موسما للأكل بل للتقليل منه، ستتفنن المطاعم والمقاهي في تزيين موائدها ودعواتها للإفطار أو السحور بداعي التغيير من أكل البيت، تجاهلها وصدقني أن كم تمرة وكم سمبوسة وتأخذ العائلة للإفطار خارج المنزل وإن في البر، ستكون أفضل تغيير لك وللعائلة.